تكلمت وسائل الإعلام العالمية سابقاً عن اجتماع قامت به السعودية مع إيران في عاصمة الأردن عمَّان بهدف تقريب وجهات النظرلتحقيق السلام في المنطقة .. بين الدولتين وتحديداً فيما يخص اليمن.. وكان قد عقد الاجتماع الأمني الذي جمع خبراء أمنيين من السعودية وإيران لمناقشة عدد من القضايا الأمنية والتركيز على الحد من تهديد الصواريخ وآليات الإطلاق، والإجراءات الفنية لبناء الثقة بين الطرفين ومحاور أخرى.
وقال مدير المعهد العربي للدراسات الأمنية، أيمن خليل، أن الاجتماع اختتم "بمقترح مبدئي لتطوير اتفاق ثنائي شبيه بالاتفاق النووي الإيراني لكن على مستوى إقليمي وليس دولي"، وفق ما نقلته عنه شبكة "سي أن أن" الأمريكية.
ما أثار حفيظة بعض الوجوه الانقلابية كمحمد علي الحوثي والذي أخذ يهاجم السعودية على منصة التواصل الاجتماعي "تويتر" ويدينها عن نقاشها مع إيران وبأنها خرجت من حضن مجلس التعاون الخليجي معتبراً نفسه داخل الحضن العربي.!! و على اعتبار أنه مع الحضن العربي ضد إيران!!
وليس الكلام كظاهرة ولا هجومه رغبة الظهور في المشهد وحسب.. إنما هذا الصراخ له مدلولاتٍ أكبر رغبة أن تتم إعادة النقاش معه فعلاً كما فعل ذلك إدارة بايدن سابقاً حين ظنوا أن خلق السلام في اليمن يبدأ من قلب هذه الجماعة الارهابية المتطرفة .. حتى خذلوا كل ذلك في عهد اتفاق وقف النار..
ماجعل بايدن و إدارته يتوقفون عن إرسال مبعوث الأمم المتحدة لعدم جدواها وانزاحت الرؤية عنهم بينما اتجهت التفاوضات كلها لإيران الداعم الرئيس لكل هذا..
ماجعل الحوثيين في عزلة تامة عن المشهد السياسي برمته، فأمريكا لاتتفاوض معهم والسعودية لاتقيم لهم وزناً.
فكان الهجوم على قدر الألم..
ففكرة خلق سلام استراتيجي إقليمي في المنطقة لا تصب في مصلحة الحوثيين أبداً ، فاحلال السلام في اليمن يعني انهاؤهم تماماً، ولو تم ذلك لن يحصلوا على إمكانيات مادية أكبر للتخريب ولديمومة الحرب، مايعني غلق صنبور المعونات والإمداد الإيراني بالكامل ، وبموافقة طهران تسليم صنعاء للسعودية تكون قد دقت بهذا القرار آخر مسمارٍ في نعش الوجود الحوثيّ..
كل هذا الصراخ الحوثي إن دل على شيء فهو يدل على حجم التفكك في هذه الجماعة الارهابية ليس من خارج علاقاتها فحسب بل حتى داخلياً وأن هذا الفشل انعكس كثيرا على شكل العلاقه بين الوجود الإيراني وقادة هذه الميليشات ولكن الفجوة الأساسية والرئيسية التي أدت لهذا الانقلاب هو ماتعلق بالداخل اليمني..
والتي تقع شكلياً تحت قبضة الانقلابيين..
فقبل وفاة حسن ايرلو كانت خلايا الحوثيين تستغيث لطرده .
وهذا الطرد له أكثر من دلاله أهمها حجم التوتر القائم بين الطرفين
حيث أن التواجد العلني للإدارة الفارسية خلق ضعفاً لبطولة الانقلابيين الوهمية من مؤيديهم حيث باتوا مجرد أدوات في يد طهران ..
كما أكد مسؤولين حوثيين عدم رغبتهم باستبدال ايرلو بسفير إيراني آخر..
والقصد هنا هو اجتثاث الوجود الإيراني بالكامل والتخلص منه بعدم زرع بديل ويقودنا هذا أيضاً إلى
نقطة تحول في مسار الأحداث الأخيرة ،
وفي مسار الحرب بالمجمل..وأن القضية
ليست على حسن ايرلو فحسب..
بل الوجود الإيراني في المنطقة..
و بعد وفاة حسن ايرلو
انتشر الرعب الأكبر بسبب تأكد الحوثيين من عدم قدرتهم على توفير أمان فعليّ لرئيسهم..
وأن أهداف القوات الجوية السعودية باتت أكثر دقة بعدما طالت رؤوس الصف الأول من قياديين بارزين.. وأن ظهر هذه الجماعة بات مكشوفاً..
وفي تداعياتٍ أخيرة نقلت برسالة خطية من إسماعيل قائاني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إلى عبدالملك الحوثي يؤكد وجود كمية امتعاض وتذمر من قبل القادة في إيران من الأمور التي حدثت في اليمن والتي تنذر بوجود اختراق استخباراتي في الأرض، وأن هذا الاختراق ذو صلة مباشرة بالعمق الحوثي
وأن محمد علي الحوثي متواطىء و يمثل حالة الاختراق التي تعرضت لها كثيراً من المواقع، وأن هناك انكشاف على الأرض باتجاه الخبراء والقواعد العسكرية وخاصة الاجنبية العاملة في الأرض اليمنية .. والتي باتت مواقعها مكشوفة لقصف التحالف وبأن تفاديه سيعزز بنسقين النسق الأول تصفية شيعة الشوارع في اليمن بمعنى العامة من أهل اليمن الموالين لهم.. والنسق الثاني هو التخلص من بعض الجهات المحسوبة عليهم وعلى رأسهم محمد علي الحوثي..
وأن على عبدالملك الحوثي ألا يثق إلا بالحرس الايراني فقط..
وأن نهاية هذا الاختراق لن يتوقف حتى هذا الاختراق يطال عبدالملك الحوثي إضافة لمزيد من التوجيهات التي وأن دلت أيضاً فأنها تدل على حجم محاولات بائسة للمحافظة على من تبقى من العناصر القيادية هناك..
والتي باتت مهددة ومطاردة من قبل قوات التحالف العربي
لهذا السبب جاءت هذه الرسالة بهذا الوقت بالتحديد تحمل مضامين كبيرة أبرزها ضعف هذا المشروع وتآكله ، وأعطت الرسالة المسربة صورة على أن هناك تقدماً واضحاً وملموساً لقوى التحالف وأن الاستراتيجية الجديدة في هذا التفعيل تنذر بخلق خلل داخلي يؤدي لكسر هذا المد..
وبمجرد تسريب هذه الرسالة السرية بشكل ناجح يثبت بأن قائاني نفسه قد بات تحت أنظار الرافضين لهذه المشاريع في العمق الإيراني نفسه، وهنا المفارقة الأهم..
بقلم✍🏻أريج الشمري