واختلف كثيراً رمضان العام الماضي
عن هذا العام!!
كم ابتعدنا ؟
كم تغيرنا ؟
قلوبنا مكسورة..
ليس لأنهم تركوا الدور، بل لأنهم تركونا نقاسي فقدهم ونتجرع غصص
غيابهم ..تركوا فينا شعورًا لايوصف..
لاتكتبه أقلامنا ولاتوصله أصواتنا..
ألم يطرق أبواب قلوبنا صباح مساء ..
ذكريات توجعنا وتؤلمنا..
انقطع عملهم ونحن أملهم يارب
اللهم اعف عنهم وبلل قبورهم بالرحمات ..
وارحمنا يارب إذا صرنا إلى ماصاروا
إليه..
صوت مبحوح وحشرجة تكتم أنفاسها كلما أرادت
الحديث..
ياترى كيف ستكون أول ليلة من
رمضان هذا العام!!
بعد أكثر من ستين عاماً ..
غابت أمي لأول مرة غيابًا طويلًا ..
أمي التي لم تغب عن أعيننا ولم تتركنا لحظة واحدة؛
تعتني بكل شيء وترتب لكل شيء ..
غابت من كانت تفرح بقدوم رمضان
وتستبشر به
وتحرص على أن تكون في هذا الشهر
الكريم على غير
عادتها في كل الشهور..
غابت من كانت تقضي وقتها في
الاعتناء بنظافة البيت وغسل وتعطير سجادات وشراشف الصلاة..
رائحة المسك والهيل تعطر مياه
الشرب والأكواب..
غابت من تعتني بتفاصيل المطبخ
الصغيرة
قبل الكبيرة ..
أمي التي كانت مصدر السعادة في بيتنا تحرص على
اجتماعنا الصغير والكبير القريب
والبعيد..
هذه الألفة وهذا الاجتماع دام سنوات طويلة دون
انقطاع دام بحب وسعادة وفرح ،
دام لأنها كانت الأصل فيه وسيستمر
ياأمي؛" لأنك بذرت البذرةوسقيتيها
سنوات طويلة..
لايمكن لثمارك أن تجف لأنها سقيت
بالحب وارتوت
بالود ونمت بالوفاء..
لقد كنتِ العابدة الزاهدة في مواسم
الطاعات
تستعدين وتنشطين وتبادرين يدك
بالخير سباقة..
للأقربين والجيران والفقراء والمساكين..
تفرحين بالذهاب للمسجد لأداء صلاة التراويح حامدة شاكرة لله رب
العالمين ..
لكن رمضان هذا العام ستكون سفرتنا ناقصة
بدونها، هذا العام أمي في ضيافة
الرحمن الرحيم أكرم الأكرمين..
سنجتمع بدونها ستخقنقنا العبرات
ستبكي عيوننا
حرقة، وستقطر أفئدتنا ألماً ..
سنبكي فقدك وجعاً وحسرة سنبكي
ذكرياتنا وأمسياتنا سنبكي وجهًا طيباً حنوناً كنا بقربه ننسى متاعبنا
سنبكي، أكفاً تدعو لنا بالخيروالرزق
والسعادة
في الدارين..
أيقنت الآن أنك بابٌ من أبواب الجنة
أغلق دوني
وأن بركة أيامي غابت عني..
كنت يا أمي نور الدار وعطر المجالس وأنس الحياة،
رحيلك قتل معاني الفرح داخلي..
كنت الأنس والفرح والقوة ..
كنت الطمأنينة والرضا ..
كنت السعادة والسرور..
ستبقين ذكرى طيبة في مواسم
الطاعات ..
ستبقين ذكرى في جميع المناسبات ..
نحن لم نفقد شخصًا نحن فقدنا عمرًا عاش
معنا الطفولة والشباب والمشيب، إنه عمر ضحكتنا وبكائنا، عمر فرحتنا
وأحزاننا ..
عمرٌ اليوم فيه يساوي كل أعمارنا
بدونك..
قبل الوداع:
الحقيقة المرة التي أتجرع مرارتها
هي أنني أصبحت
ضعيفة..
"لا أستطيع مواساة إنسان فقد شخصًا كان بالنسبة له الحياة لا أستطيع
مواساة أي إنسان..
أؤمن أن هناك أحزانًا يجب أن تُعاش
حتى النهاية."
بقلم : فاطمة الجباري
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
فيروز العتيبي
27/03/2022 في 10:20 ص[3] رابط التعليق
سلِمَ بوحك ،،،،،،،حقاً الامهات هم ضفاف الحياة…منهم تبحر الأشياء..ولهم ترسو…وبهم يكون اللؤلؤ ..وإليهم تخضع الدانات…فقدهم صعب لذلك عناق الدعاء رفيق قلوبنا لمن رحلوا بجنة عرضها السموات والأرض 🙏 🙏
دمتي ودام قلمك غاليتي
(0)
(0)
أمل الحامد
27/03/2022 في 11:37 م[3] رابط التعليق
أحسنتِ
(0)
(0)
بدرية سعد
28/03/2022 في 8:47 م[3] رابط التعليق
الأم وماادراك ماالأم 🥺
الهي بقدر ماتعبت ،، تألمت ،، حزنت ،، وفقدت ،،،
جازها بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً
واجبر قلب ابنائها وبناتها واجعلهم على قلب واحد لتسعد تلك الروح التي بذلت لإجلهم …
دمتِ استاذتنا مبدعة ومتألقة
(0)
(0)
امل
31/03/2022 في 9:46 م[3] رابط التعليق
الله يصبرك ويجلي همك
(0)
(0)