على غرار ما يعرف بالحرب الباردة التي شكلت منعطفاً هاماً في مسيرة دول العالم المتقدم والقت بظلالها على كثير من الكيانات والتكتلات الاقليمية والتي قام بحياكتها دهاة السياسة العالمية أمثال "كسنجر" للنيل من الخصوم وتحقيق الأهداف دون اللجوء للصدام العسكري.
كان هناك في مجال آخر من مجالات الحياة يحتمل المنافسة ويتسع للجميع بجمالياته لكنه مع ذلك افضى إلى تنافر رهيب بل تخطى ذلك في بعض الاحيان لإرتفاع سقف النقد في حراك رغم قسوته إلا أنه احتوى على كثير من الإثراء الأدبي. تلك الوقائع والتي أستطيع أن أسميها "حروب الورد". والتي قامت بين الشعر الفصيح من جهة والشعر الشعبي من جهة أخرى.
في البداية أطلقت القوى المتحزبة للغة العربية الفصحى بعض التصريحات لحماية اللغة، ثم تطور الوضع لدى البعض للهجوم على أي منافس كالشعر الشعبي. كان المبرر لديهم حماية اللغة وهو حق مشروع، لكن لغة الخطاب كان ينقصها بعض التقارب ومع ان الشعر الشعبي كان يتفوق بالتعداد لكن كانت تنقصه السياسة الواعية، ربما، أو هكذا اعتقد. مما جعل الفصيح ينتصر في كثير من المواقف، ومن وجهة نظري أن خصم الأمس صديق اليوم كان محقاً فالشعر الشعبي في تلك الأزمنة لم يكن يقدم ما يخدم القضية ما عدا محاولات طفيفة، أقصد من ناحية كتابة النص الشعري، لكن في الآونة الأخيرة ومع تطور القصيدة النبطية أو الشعبية والتي أصبحت تكتب بطريقة مختلفة وبفكر جميل وطرح جديد وكذلك الفصيح الذي ابتعد عن قصيدة الوقوف على الأطلال والخمريات وانتقل إلى النص العميق الذي يحرك عقول الشباب مما جعل الجميع يصفق لبعض.
وفي ليلة السبت الماضي الثامن والعشرون من مارس أقام نادي جازان الأدبي أمسية شعرية بمناسبة اليوم العالمي للشعر بجهد ومتابعة مباشرة من الأستاذ حسن الصلهبي رئيس النادي ، أحياها كل من الشاعر ابراهيم حلوش والشاعر حسين الصميلي والشاعرة شيخة الحكمي وأدارها باقتدار الإعلامي علاء القيسي وكان لي شرف الحضور للاستماع والاستمتاع بما ضمنته سلفًا من نجاح الأمسية حيث كانت عبارة عن ثلاث جولات في غاية العذوبة لأتفاجأ بعدها بمدير الأمسية يطلبني على المسرح لإلقاء قصيدة، أفصحت حينها عن إرتباكي سيما وأن الأمسية في جازان وما إدراك ما جازان نخبة النخبة، وكل المبدعين، و جمهور متذوق وأنيق وأغلبهم شعراء كان يتقدمهم شاعر البحر إبراهيم صعابي، لم اخفي عتبي على الأستاذ حسن الصلهبي من إقحامي في هذه الورطة وعند الإنتهاء إلتقيت العملاقين حسن وإبراهيم حيث أرسلها الصلهبي صريحة أنه حدث لم يسبق على مسرح نادي جازان الأدبي كان يقولها منتشيًا وفرحًا وهو ما دعى الصعابي أن يأخذ بيدي وهو يقول لو الشعبي بهذا المستوى فهو فصيح. ليعلن الصلهبي بذلك نهاية حروب الورد بين الفصيح والشعبي. مقدمًا لي مجموعة من إصدارات النادي بهذه المناسبة.
حسن الصلهبي رئيس نادي جازان الأدبي شكراً نادي جازان الادبي وحباً لحسن الصلهبي.
بقلم: الشاعر / أحمد الويمني