أريد يالله إذا انقضى الشهر الكريم أن أذوق طعم فرحة الفوز بجنتك أن أبكي ساجدة من عظيم رحمتك وطمعًا في مغفرتك وعفوك..
لاأريد أن أبكي حسرة وندماً على تفريطي وتقصيري في طاعتك..
لا أريد أن اتحسر على ليالي خلت من طاعتك وأوقات ضاعت بدون ركعات وسجدات ودمعات ودعوات..
أريد يالله أن أخرج من هذا الشهر بروح باعت الدنيا واشترت الآخرة..
لا أريد أن أخرج منها فارغة اليدين لا أجر ولا عمل ..
أريد يالله أن أقف بين يديك تائبة خائفة من القبر وظلمته ومن الصراط وحدته ومن الذنوب وكثرتها..
لا أريد أن يمضي الشهر مثله مثل باقي شهور العام زيارات وحفلات ومناسبات واجتماعات وتسوق ومطاعم ومقاهي ولهو ولعب..
أريد يالله أن أبيع الدنيا كلها مقابل رضاك والجنة ..
أريد حياة جديدة لقلبي وروحي وعالمي الخاص عالم مختلف صنعته سجدة وروته توبة وسقته دمعة وقوته طاعة..
لا أريد أن أعيش ايامه ولياليه بلا هدف ولا معنى جوع وعطش صيام ناقص لاروح ولاحياة فيه ..
أريد صيام الجوارح عن كل ما يؤذي من قول أو عمل .
أريد صياماً بالنهار عن كل شيء يبعدني عن النار وقياماً بالليل يقربني إلى رضاك والجنة..
أريد أن اقوى بطاعتك فلا تكسرني المواقف ولا الأزمات..
لا أريد قلباً ضعيفاً منكسراً مهزوماً تعبث به الخيبات
وتقتل جماله الصدمات..
أريد قلباً حنوناً محباً مشفقاً يتألم من قسوته وإعراضه ويفرح بعودته ينبض بالحب والعطاء والسلام والصدق والرحمة لايكترث بما يراه ويسمعه قلب مخموم ..
كما قال عنه عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو قال: قيل لرسول الله ﷺ: أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب، صدوق اللسان قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي، ولا غل، ولاا حسد)
لا أريد يالله أن أقف بين يديك بذل العاصين وحسرة المفرطين وخوف المذنبين ..
أريد أن يكون لقائي بك لقاء الحبيب للحبيب لاعتب ولاندم ولاحسرة ولاخوف ولاحزن ..
أريد أن أكون من أولياء الله الذين قال عنهم الله تعالى:
(أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) "بيان حال أولياء الله وأنهم لا خوف عليهم ولا حزن عليهم، لإيمانهم وتقواهم، فأولياء الله: هم أهل الإيمان والتقوى، هم الذين أخلصوا لله العبادة واستقاموا على دينه واتقوه جل وعلا فأدوا فرائضه، وتركوا محارمه، ووقفوا عند حدوده، هؤلاء هم أولياء الله، أهل الإيمان والتقوى .. أهل البصيرة .. أهل الصدق الذين أخلصوا لله العبادة ولم يشركوا به شيئًا ثم أدوا فرائضه وابتعدوا عن محارمه ووقفوا عند حدوده، هؤلاء هم أولياء الله ليس عليهم خوف ولا حزن بل لهم الجنة والكرامة والسعادة"
لا أريد أن اخرج من رمضان بأثم المفرطين وذنوب العاصين وحسرة النادمين..
اللهم أنك عفو تحب العفو فأعف عني وعن والدّي ومن له حّق علي وللمسلمين أجمعين..

قبل الوداع :
من القصائد الرائعة في ليلة القدر وفضلها للشاعرة ميساء السعدي ..

يا ليلةَ القدرِ أمحي كُلَّ ماضينا
وعوّضينا بنورٍ مِنْكِ يُحيينا
وأَلْقي علينا من الرحمنِ مغفرةً
تكونُ حِصناً من النيرانِ يحمينا
يا ليلةً في أَكُفِّ الوَحْيِ خاشعةً
أنوارُها بأريجِ الوجدِ يَطوينا
مُدّي يدَ العفوِ والغفرانِ إنَّ لنا
من الذنوبِ مساءاتٍ تُغَطّينا
يا ليلةَ القدرِ أشجارُ المنى ذَبُلَت
وغيمةُ الذَّنب تُهمي اليوم غِسْلينا
فضَمّخينا بعفوِ اللهِ إنّ بنا
ما لا يُقال ، لَعَلّ القُربَ يطوينا
ثم الصلاة على المختارِ سَيّدنا
مَن ذِكْرُهُ مِن سوادِ الذّنْبِ يُنْجينا.

بقلم : فاطمة الجباري