عندما ترى التحرك الروسي في طرق إنهاء هيمنة الدولار وتحييده يبدأ هنا سؤال لماذا لا تستبدل المملكة الدولار بالريال في معاملاتها في بيع النفط؟
وهل من صالح المملكة فك ارتباط عملتها مع الدولار؟
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية أصبح الدولار العملة المهيمنة في العالم وبالتالي تمتعت الولايات المتحدة بمزايا وصفها الرئيس الفرنسي السابق بالامتياز الباهظ..
يليها اليورو كثاني عمله احتياطيه نقدية..
في خضم الازمة الروسية الأوكرانية وفي ظل توتر العلاقات الامريكية السعودية وفي حين يبدو أن خارطة طريق جديده ترسم عالمياً بالتحالفات ظهرت إلى العلن تصريحات تكشف عن أن ولي العهد السعودي يملك مفتاحاً لتغيير النظام العالمي، وكما قال المحلل الروسي الكسندر نازاروف بقوله أن بن سلمان يملك مفتاحاً سحرياً لأبواب النظام العالمي وأن حقبة البترودولار قد انتهى ..
رد إبراهيم النحَّاس : إلى أن في ذلك إشارة مهمة لمكانة المملكة في السياسة الدولية وعمقها التاريخي، ولفت قائلاً هذه الاشارة من المهم جداً أن تقرأها واشنطن وبتحليل الامكانيات تستطيع السعودية تكليف أمريكا كثيراً إذا توجهت لروسيا والصين ورسمت استراتيجيات مستقبلية وقد تكون هناك قطبيات أخرى على حساب واشنطن..
نحن ندرك أننا نملك مركزية العالم العربي ومركزية العالم الاسلامي ومركزية النفط ومصادر الطاقة..
ويضاف لذلك البعد الاستراتيجي الذي تلعبه المملكة على كافة المستويات..
وجدير بالذكر حديث السيناتور الامريكي ماديسون كاوثورن
قد صرح في مجلس الكونجرس عن خطورة الخطوة السعودية القادمة إذا تخلت السعودية عن الدولار وفقدان أميركا هيمنتها على العالم..
بقوله: أن السعودية التي كانت تبيع نفطها حصراً بالدولار تفكر اليوم ببيع النفط باليوان الصيني، وأنه إن حدث هذا فستفقد امريكا هيمنتها على المسرح العالمي، وأن ضعفهم في الخارج يعني ظروفاً صعبةً في الداخل ..إن خسرنا دورنا كعملة العالم الاحتياطية فقدرتكم الشرائية ،مدخراتكم ،قيمة ممتلكاتكم ستنخفض لمستويات تاريخية، نحن عملة العالم الاحتياطي نحن المعيار. لن نسمح لهذا أن يحدث..
فالتصريحات الأمريكية بتأكيد الدولار من جهة وبتأكيد النظام الصيني من الجهة الأخرى تقف بينهما السعودية كمحفز قوي ولاعب رئيس للمعادلة الحالية..
لكن في خضم الصراع بين طوكيو وواشنطن تحاول الجهتين تقديم بعض الرمزيات المهمة للتأثير على الموقف. مثل شركة لوكهيد مارتن الأمريكية
والتي تحاول فتح أسواق جديدة في المملكة بعد نجاحها في توطين أجزاء من 1- (منظومة الثاد) عالية الارتفاع للدفاع الجوي الأمريكي
داخل السعودية وبحث صفقات بحرية قوية للجيش السعودي .. كمدخل .. بالإضافة لمحاولات إدارة بايدن استرضاء الجانب السعودي بتصريحات ومحاولات لم يملوا منها لخلق زيارة من بايدن للسعودية والتي تعسرت كثيراً وكانت ترتقب في شهر رمضان لأسباب كثيرة من أجل إنجاح فكرة خفض سعر البترول وزيادة الإنتاج.
وفي صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية نقلوا تصريح مفاده أن المملكه العربية السعودية رفضت عرضا نووياً من أمريكا
كما كشفت تقارير مهمة فيما يخص زيارة مرتقبة من جو بايدن إلى المملكة العربية السعودية في فرصة مواتية في شهر رمضان لطلب الصفح من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وترميم العلاقة المتصدعة، والتي أضرت بالعلاقات ما بين واشنطن والرياض..
الصحيفة الأمريكية تقول أن ولي العهد يرفض حتى الان ضخ المزيد من النفط، لمساعدة بايدن في سعيه المتكرر لخفض أسعار الطاقة ، مع استياء سعودي تفاقم بشكل لا يدع مجالاً للشك بعدما تم تفسير محور الرئيس بايدن الى آسيا والذي كان يشير إلى أن من أولويات الولايات التوجه بعيداً عن الشرق الأوسط، ما ألحق ضرراً جسيماً بالعلاقات السعودية الامريكية والتي لم تتضح إلا بعد مهاجمة بايدن في انتخاباته وطلب سحب صواريخ الباتريوت التي كانت متواجدة في الشرق الاوسط، ودعمه للمتمردين الحوثيين، وتذليله لكثير من العقبات لإعادة الاتفاق النووي مع طهران..
يقول معد التقرير في صحيفة وول ستريت أنه قام بزيارة الرياض مذ ما يقارب ٤٠ سنة ولحظ في زيارته الأخيرة الغضب الواسع المنتشر بين السعوديين وأنه قد ماتت العلاقة، كما أن هنالك مسؤولين في وزير الخارجية السعودية قالوا له : أنتم تنتقدونا في أسعار النفط، وتسمونه قذراً لإرضاء دعاة المناخ ومع ذلك حين تقعون في ورطه تلجأوا إلينا وتقولون ضخوا المزيد..!
المسؤولين السعوديين يصروا بأن المملكة لن تزيد الانتاج دون موافقة من منظمة البلدان المصدرة للبترول ومن ضمنها روسيا ، ويقول مسؤول اقتصادي في روسيا أنه لا يوجد أي حجة تجارية أو مالية عقلانية لزيادة الانتاج والحجة الموجودة فقط هي حجة سياسية، تقول الصحيفة الامريكية أنه حان الوقت للرياض وواشنطن وضع رؤوسهما معاً وعاون في استراتيجية أمنية جديدة، كما صرح مسؤولون سعوديون أنه ولو أراد بايدن يرغب المجيء للتداعيات العلاقات المضطربة، فواجب عليه القدوم للسعودية ولقاء ولي العهد ومن الصعب على بايدن أن يفعل ذلك كي لا يفقد ماء وجهه، وأن مصافحة بايدن لولي العهد ستثبت فشل سياسة أمريكا، وأنه يجب أن تكون الزيارة في شهر رمضان لئلا يتم مقارنة زيارة ترامب مع بايدن ما شأنه أن يخلق حرجاً خاصة أن لهذا الشهر حرمته .. فلن يكون هنالك استقبالاً يليق برئيس دولة، ومن هنا كان تعمد أن تكون الزيارة في الأيام القريبة القادمة.. كلقاء عمل فقط..
مثلها مثل زيارة اوباما وقت الملك عبدالله رحمه الله..
ومن شأن ذلك أن يغض طرف وسائل الإعلام والدول أيضاً عن الاستقبال البارد الذي ستقوم به المملكة ولأنه لن يكون هنالك أدنى أي ترحيب..
تقول الصحيفة الأمريكية أن بعد الزيارة التي سيقوم بها بايدن " نحن لا نحتاج إلى صورة فوتوغرافية فقط تؤكد الزيارة وحسب بل بحاجة إلى حزم وتأكيد الموقف الأمريكي ومناقشة استراتيجيات حاسمة وجادة وبشكل أهم فيما يخص الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران"..
فتناقض واشنطن بات واضحاً وحان وقت الحسم..
فالسعودية هذه المرة تريد إعادة كتابة الجغرافية السياسية للمنطقة..
ويبقى السؤال هنا عن ماهية التنازلات التي يستطيع أن يقدمها بايدن لإصلاح العلاقات؟
منها النظر بشكل عملي وجدي للتهديدات الإيرانية في المنطقة، وتشوه الوجود الامريكي فترة الربيع العربي ٢٠١٢.. ومضيّها بتوقيع الاتفاق النووي مع طهران.. ورفع الحوثيين من قائمة الإرهاب والحرس الثوري الإيراني..
والتي بعثت رسالة للسعودية خالصة تجاهل المصالح السعودية، وتدعيم النفوذ الإيراني.
مركز أمريكي يقول
"أن السعودية والإمارات سيستمروا على مواقفهم الخاصة ضد الولايات المتحدة الامريكية فيما يتعلق بالنفط وأنهم لن يخالفوا اتفاقيات اوبك بلس مع روسيا أبداً".
بل سيستفيدون من موقفهم القوي.
والمقابل دعم استخباراتي ودبلوماسي للحرب في اليمن ، ومناقشة صفقات أسلحة جديدة
والتأكيد على صفقات سلاح ومحاولة لإصلاح الخطأ الرئيسي الذي بدأ به بايدن..
والتي منها تقوية الأصول الدفاعية في الخليج..
والسعودية ليست بحاجة أمريكا فيما يخص اليمن أو الشرق الأوسط ولكن في شرعية أكبر لمواجهة إيران.. وأن ينظر لها كما ينظر الأمريكان لكوريا الشمالية..
لذا فإن النقاط المطروحة تتجاوز فكرة إرسال منظومات الباتريوت أو منظومات الثاد والتعاقد عليها.. من قبل السعودية والإمارات ولكن الفكرة هنا عن توفير رادعات أكبر للقوات المسلحة السعودية في معرفة الخطر وتحديد شكل الخطط..
الفكرة هنا ليس متوقفاً على اعتراف أمريكا بإرهاب طهران ولا الإعتراف الأمريكي بالاستعمال الإيراني في المنطقة وصولاً للاتفاق النووي..
الفكرة أن السعودية ستستفيد من موقفها هذه المرة بقلب أوراق النفط والطاقة وفض فكرة البترودولار لخلق توازن سعودي قوي وجديد في المنطقة..
THAAD) ) :
هو منظومة دفاع جوي صاروخي من نوع أرض-جو يستعمل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية..
بقلم: أريج الشمري