لاتزرع في أرضي شوكاً
لعلك غداً تأتيني حافياً
من الحكم الرائعة التي تعلمنا حدود العلاقات وفنون المعاملات الإنسانية..
العلاقات التي أساسها العطاء مقابل الأخذ ..
نحن نكمل بعضنا أنا أحتاجك اليوم وأنت تحتاجني غداً..
اتفاقية بناء العلاقات الجيدة التي مبدأها الاحترام وقوتها الاهتمام وديمومتها التغاضي وحسن الظن..
لابد أن نفهم أن دوام الحال من المحال وأن من تعاديه اليوم وتكيد له وتظلمه وتقهره بأفعالك وأقوالك قد تتبدل أحواله ويصبح ذا شأن عظيم ..
فأزرع ورداً تنل وداً و حباً ووفاءً.
ولنا في قصة سيدنا يوسف عليه السلام أسوة حسنة فيها من المعاني الجميلة والحكم العظيمة والعلاقات والمعاملات والتعاملات والدروس المؤثرة آيات وعبر فاعتبروا يا أولي الألباب ..
إليكم القصة التي نقلتها لكم بتصرف من أحدى المواقع الالكترونية :-
- قصة سيدنا يوسف عليه السلام تبدأ منذ طفولته ونعومة أظافره إذ كان عليه السلام أحبّ أبناء سيدنا يعقوب إلى نفسه، وفي صبيحة أحد الايّام استيقظ يوسف من نومه وأخبر أباهُ بأنّه رأى أحَدَ عشَرَ كوكباً والشمس والقمر ساجدين له.
- فطلب منه والده أن لا يخبر إخوته بما رأى وبشّره بالنّبوّة، وكان إخوة يوسف يحقدون عليه لأنّ أباهم كان يحبّه أكثر منهم فعزموا على التخلّص منه بأن يرموه في قاع البئر.
- كما قال الله تعالى: (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ﴿4﴾ قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿5﴾ وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿6﴾. الآيات من 4-6 من سورة يوسف.
- فقام الإخوة بالاحتيال على أبيهم بأن يأخذوا يوسف ليلعب معهم، لكنّ الأب رفض طلبهم بحجّة الخوف من أن يأكله الذئب، وبعد محاورة دارت بينهم وافق الأب على اصطحابه معهم بعد أن أخذ منهم عهداً برعايته والمحافظة عليه.
- عاد الأولاد في المساء وهم يبكون وأخبروا أباهم أن الذئب أكل يوسف، لكنّ يعقوب عليه السلام عرف كذبهم، وإشتدّ حزنه وبكاؤه.
- وبعد أن رمى الإخوة به في البئر مرّت قافلة بجانب البئر، فلمّا ذهب أحدهم لإحضار الماء وجده في البئر، ففرحت القافلة بما وجدت، واتفقوا على أن يبيعوه في سوق العبيد في مصر. وبِيعَ بثمن قليل وإشتراه أحد أشراف مصر.
- وكان لهذا الرجل زوجة صغيرة وجميلة اسمها ( زليخة ) وكانت تحاول نسج قصة عشق مع يوسف ومع مرور الأيام تزداد حبّاً وتعلّقاً به، وحاولت أن تجبره على الفاحشة لولا أن عصَمَهُ الله منها، وبعد أن انتشر خبر زوجة العزيز مع يوسف.
- رأى العزيز أن يضعه في السجن حتّى يسكت الألسنة، فدخل يوسف السجن ومعه رجلان في زنزانته، وفي أحد الأيام رأى الرجل الأول في منامه أنه يعصِر خمراً، أما الثاني فرأى الطّير تأكل خبزاً من فوق رأسه. وطلبوا من يوسف تفسير ما رأوا لِما وجدوا فيه من العلم والحكمة.
- قال يوسف للرّجل الأوّل: أنه سيصبح ساقي الخمر ( للملك ) وقال للرجل الثاني: أنه سيُصلّب وتأكل الطيور من رأسه.
- وطلب يوسف من الأول أن يخبر الملك بظلامته بعد أن يخرج. وفي أحد الأيام رأى الملك في منامه رؤيا أفزعته فجمع لأجل تفسيرها كبار المنجّمين من قومه. وأخبرهم أنه رأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع بقرات عجاف. وسبع سنبلات خضر، وسبع سنبلات يابسات.
- وعجز المنجّمون عن تفسير الرؤيا وكان ساقي الملك يشاهد كل ماحدث. فتذكّر يوسف في السجن وأنه قادر على تفسير الاحلام فأخبر الملك بذلك.
- فأرسله الملك إلى يوسف، ليفسر له هذه الرؤيا، ففسّرها وقال له: إنكم تزرعون سبع سنين يكون فيها الخير كثيراً فما تحصدونه فاتركوه في سُنبله إلا مما تأكلون، ثم يأتي بعد ذلك سبع سنين شديدة يقلّ فيها الخير ثم يأتي عام يعود فيه الخير والبركة.
- عاد الساقي إلى الملك ليخبره بتفسير الرؤيا، فأُعجِب الملك بيوسف وعَفَا عنهُ بعد أن ظهرت براءته ووضعه قيماً لبيت المال.
- وجاءت سنوات القحط والجدب التي قال عنها يوسف وجاء الناس إلى مصر ليشتروا الحبوب، وكان إخوته من بينهم. فلمّا رآهم عرفهم وبعد أن أعطاهم مايطلبون قال لهم: في المرة القادمة أحضروا لي معكم أخاً لكم من أبيكم وإلا لن تحصلوا على الحبوب.
- أخبر الأولاد والدهم برغبة القيّم على بيت المال بمصر، فسمح لهم أن يأخذوا أخاهم معهم بعد أن أخذ منهم عهداً بالمحافظة عليه، وأحضر الإخوة اخاهم الصغير معهم في المرة الثانية عند ذهابهم إلى مصر، فقام يوسف بوضع صِوَاع الملك في حوائج أخيه الصغير خفيةً. وقال أحد الحراس أن صِوَاع الملك قد سُرق! فلمّا بحثوا عنه وجدوه مع الأخ الأصغر كما خطط يوسف لذلك.
- فوجد الإخوة أنفسهم في ورطة وحاولوا إستعطاف يوسف بأن يأخذ أحدهم بدلاً عن أخيهم الصغير، ولكنّه رفض أن يأخذ غيره، فعاد الأولاد ليخبروا أباهم بكل ماحصل. فطلب منهم العودة والبحث عن اخيهم الصغير وعن يوسف أيضاً.
- وعندما عادوا إليه ورأى سوء حالهم، أخبرهم أنه هو أخاهم يوسف الذي رموا به في البئر عندما كان صغيراً. فاعترفوا بأنهم مذنبون تجاهه وأنهم ظلموه، فما كان منه إلا أن سامحهم، وسألهم عن أبيه، فأخبروه بسوء حاله، وفقدانه لبصره.
- فأعطاهم قميصه وقال لهم ضعوه على وجه أبي وسيعود إليه بصره، وتعالوا أنتم وأهلكم إليّ أجمعون. فعادوا إلى والدهم وألقوا القميص على وجه سيدنا يعقوب عليه السلام فعاد إليه بصره. ثم حمل يعقوب أهله وبنيه وارتحل إلى مصر. واجتمع شمل الأسرة بعد تشتت وضياع وحزن.
- وخرّ الإخوة والأب والخالة يسجدون، فقال سيدنا يوسف عليه السلام لأبيه: هذا تأويل رؤياي التي رأيتها عندما كنت صغيرا، وطلب يوسف من الملك أن يسمح لأهله وعشيرته بالإقامة معه في مصر، فأذِن لهم بذلك.
ومضة:
يقول الشاعر حسين القاصد
وكيف أعرف اسم الذئب أخوتن
كانوا على البئر أما الذئب ليس هنا!
عدالة الله تتحقق مهما أوهمك الشيطان وزين لك سوء عملك..
لاتغتر بطول الأمل ولاتجعل من مكانتك أداة للبطش وظلم عباد الله..
قبل الوداع:
اترككم مع هذه الكلمات الجميلة - للكاتب جلال الدين الرومي :
"نحن من طين ، يوجعنا الأذى ، يجوحنا صغير الشوك، يجبرنا لطف الله".
بقلم : فاطمة الجباري
التعليقات 12
12 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
بسمه
25/06/2022 في 5:10 م[3] رابط التعليق
شكرآ استاذه فاطمه على هذا المقال المثري
نحن نحتاج ما بين الحين والآخر الى الرجوع لقصص الأنبياء ولنا في قصصهم عبره .
منيره العنزي
25/06/2022 في 5:13 م[3] رابط التعليق
رااااااائعه كعادتك في السرد وفي حبك الكلمات .عشنا واقع الكلمه رسمتيها بفرشة فنان
استمري وامتعينا بإبداعك .
م اليزيدي
25/06/2022 في 7:19 م[3] رابط التعليق
سلم فكرك…
دام نبض قلمك
محمود
26/06/2022 في 11:21 ص[3] رابط التعليق
صح الله لسانك استاذه فاطمه كلام جميل ورائع
زينب عقلان
26/06/2022 في 12:31 ص[3] رابط التعليق
ما أجمله من قلم خط بأنامل مبدعه
بدرية سعد
26/06/2022 في 10:23 م[3] رابط التعليق
مثلما يعود النهر إلى البحر هكذا يعود عطاء الإنسان إليه

سلمتِ اينما كنتِ أستاذتنا وسلِم قلمك ووفقتِ لكل خير
فقيه
26/06/2022 في 10:47 م[3] رابط التعليق
كلمات جميلة من إنسان راقي والرقي ينتهي كلماتة التي تلامس الواقع
(فواصل راقية ) اسميتها
د/ عبدالعزيز فقيه
صالحه دعاك
26/06/2022 في 10:56 م[3] رابط التعليق
بوركت اناملك غاليتي فأنت كاتبه رائعه ومميزه والمقال جميل كجمال روحك استمري والله معك
علمتني الحياه
27/06/2022 في 5:45 ص[3] رابط التعليق
رائعه بمعنى الكلمة
هند العيد
27/06/2022 في 7:41 م[3] رابط التعليق
مقال جميل في موضوعه الذي يلامس كثير من الغلاقت في مجتمعنا وطريقة طرحه بوركت جهودك أ. فاطمه
جوهره العبد الرحمن
28/06/2022 في 11:38 ص[3] رابط التعليق
موضوعك رائع دائماتثرينا بمواضيع مفيده بارك الله فيك
البتول المغربي
28/06/2022 في 10:17 م[3] رابط التعليق
دائمًا كن جبرًا لقلوب الناس واعلم أنك يومًا قد تحتاج أحدًا يجبر قلبك . لا تتكابر فأنت لا تعلم ماذا سيحصل لك في أي لحظة. لا تخبر أحدًا عن أحلامك لكي تتحقق.
مقالة رائعة وجميلة… يا أ. فاطمة