إن أي منظمة إذا أرادت لها النجاح، وجب عليها إعداد قيادات بديلة ، وهو ما يُعرف "بقيادات الصف الثاني".
إن التخطيط السليم للمنظمات هو أن تدعم تطوير أداء الموظفين واعدادهم اعدادً سليماً , وتُعتبر من احدى السياسات المهمة التي تُساعد في تحقيق أهداف المنظمة.
إن من أهم مسؤوليات القيادات العليا تأمين استمرار المنظمة , الذي يفرض بناء قيادات من الصف الثاني لتولي هذه المسؤولية لاحقاً. وهناك واجباً أساسياً يتحمله كل قائد لأي منظمة وهو صناعة هذه الصفوف القيادية المتتالية , حتى لا تعاني منظماتنا من الفراغ القيادي؛ الذي يفتك بالمنظمة .كما أن تغييب قيادات الصف الثاني سيُساهم في تباطؤ حركة التطور والنمو للمنظمة , بالتالي يؤثر سلباً على عجلة التنمية .
إن صناعة قادة الصف الثاني تعني تهيئة القادة الحاليين من خلال الحاقهم بالبرامج التطويرية المهنية المتنوعة للرفع من مستوى قدراتهم الادارية العليا والتي قد تتطلب مهارات محددة لتولي القيادة .
استوقفتني احدى القصص عن تقمص بعض القيادات لثوب بناء الصف الثاني، ولكنهم بحكم السلطة يعمدون إلى بناء رجل واحد وتغييب البقية ... وهذا ما يدفعني للتساؤل هل منظماتنا تعاني من الفراغ القيادي؟ وهل علينا ملء الفراغ القيادي؟
إن الفراغ القيادي ينجم عنه ضياع المنظمة بتقاعد المسؤول أو نقله، وفي ذلك هدر للوقت وللجهود ، وفقدان للعمل المؤسسي .
وإن من أهم معوقات بناء الصف الثاني هو عندما تكون العجلة تسير في عكس الاتجاه ، أي عندما يتجاهل قائد الصف الأول الكفاءات في منظمته، ويعمد إلى تغليب نفسه واستئثار كل الأعمال له، وإن سنحت له الفرصة بطمس أصحاب القدرات القيادية العالية وتقليص مستوى أدائهم سيفعل ذلك .
ولن نستطيع التغلب على الفراغ القيادي إلا من خلال ملء هذا الفراغ بتعزيز مفهوم التمكين الاداري وتوظيفه ، زيادة مستوى التفويض لقيادات الصف الثاني، دعم الحرية في اتخاذ القرارات،ترسيخ مفهوم العمل بروح الفريق، والذي يعتمد على صفة التعاون والروح الجماعية نصاً وروحاً، وأخيراً الاستفادة من الخبرات المتوفرة من الكوادر البشرية المؤهلة في هذه المنظمة من خلال قاعدة بيانات ترتبط بجميع الأجهزة والقطاعات والهيئات ليسهل استقطابهم وترشيحهم .
د. أروى أخضر
دكتوراه الفلسفة في الإدارة التربوية