من أهم ما يميز "الاسفنج" أنه كائن متعدد الخلايا، يمتص من خلال مسامه كافة أنواع السوائل فيسهل اختراقه، وللاسفنج استخدامات متعددة منه ما هو جميل، ومنه ما هو سيء، فالاسفنجة إذا امتَصَّت الصابون العطر، نضحت بما فيها من رائحة عطرية زكية، أما لو امتصت الماءَ العَفِنَ أصبحت تنضَحُ وتقطُرُ بما فيها من رائحة كريهة وعفنة ، وكذلك الانسان قد يمتص كل ما من حوله من طاقة ، فهو مُحاط بالعديد من الأشخاص الايجابيين والسلبيين ، وتتحكم الطاقة المحاطة به على مشاعره وحركاته وتصرفاته وسلوكه، فإن كانت إيجابية شعر بالسعادة والفرح، وإن كانت سلبية امتلأ قلبه بالحزن والتعاسة ،وبالتالي ستتناقص طاقته الإيجابية إلى أن تنضب.
أيها الانسان تخلص من طاقتك السلبية أولاً بأول بأن "لا تكن اسفنجة" ؛ إلا في إنفاق العواطف والمشاعر ولا تكتمها لما لها من تأثير على السلوك البشري، ولا تكن اسفنجة إلا في إزالة الشوائب من جسدك والمحافظة على صحتك واغمرها بالمشاعر الإيجابية.
إن إنفاق العواطف مطلب ملح؛ لأن الأفعال الاجتماعية يتدخل في تشكيلها تلك العواطف وفق الصفات الشخصية والحالة المزاجية وما تولده دوافعنا الداخلية ، كما أن التحكم بها وإدارتها تعمل على حماية الانسان من الأخطار وركن أساسي في موازنة الأمور، وإن أي إخلال في هذا التوازن بامتصاص السلبيات وكبت المشاعر الحسنة تجعل من هذا الانسان اسفنجة محملة بنفايات المشاعر السيئة حتى يقع ضحية لصراع النفس.
د. أروى علي أخضر
دكتوراه الفلسفة في الإدارة التربوية