قد أخفى الدمع عني معالم الطريق فتعثرت خطواتي، وأصبح قلبي يسابقني إليكِ يا أمي، فتطير روحي وأطير معها حيث أنتِ.
لا تتحدثوا عن مشاعر الانفطار وأنتم لم تتجرعوا الألم من وجع الأمهات..
أنينك يا أمي يجتاز سمعي ليدُق أسفينه في أعماق قلبي الذي تخبو سكينته ويطير وجلا..
وجعك يا أمي يقتص سعادتي ويبعثرني فلا شيء يمكنه لملمة شتاتي إلا إيمانًا بالله وحسن ظن به..
يا وجع قلبي في مرضك يا أمي، ويا قسوة قلبي في عافيتك، أين كان قلبي بل أين كان عقلي وأنتِ أمامي فلا أملأ لحظاتي بك، بدعواتك، بتمتماتك!
من غيرك يا أمي تتدفق له نبضات قلبي حبا وخوفا وسعادة ومشاعر مختلطة؟
من غيرك يا أمي تطفر دمعتي لأجله وتموت الآه في صدري همًّا وقلقًا أن يداهمك الوجع..
من غيرك يا أمي أبتدئ به صباحاتي وأنتهي به؟ بل من غيرك يا أمي يسكب في كل شيء لونه الزاهي؟
من غيركِ تشتاق له الأماكن كلها فتظلم بغيابك، وتزهر حتى الجمادات في حضورك..
من يمكنه أن يفرش قلبه فيتلقى معاناتي ومتاعبي فتسكن روحي ويطمئن قلبي؟
من غيرك أمي يحتويني بكل جوارحه حين يجثم الألم على أوردتي، ومفاصل حياتي فيسقيها حلو الحياة وجمالها، من يخفض لي جناحه بالرحمة والعطف والحب؟
كل المشاعر تتقازم أمامكِ أمي، لا حب نقي، ولا دعاء سخي، ولا قلب وفيّ يمكن أن يكون لغيركِ..
أمي يا دثاري في ليالي العناء، ويا أماني في سويعات الفزع، في غيابك يا أمي كل شيء باهت باهت باهت، بلا لون أو روح..
اعاقب نفسي واكره الابتسام والضاحكين في وجعك
وترحلين يا أمي فلا شيء يمكنه أن يرفو تمزق ما تبقى من قلبي وتبعثر من روحي …
إلى رحمة الله ومغفرته يا غيمة الحب الكبير.
بقلم: جواهر محمد الخثلان