كان قبل اربعين سنة وماقبل قانون التكتل موجود في حياة الناس بشكل قوى جدًا
فهم يجتمعون ويتكتلون في كل شيء من أجل التغلب على الحياة الصعبة مثل قانون النوائب الذي كان في القرى والقبائل وأحياء بعض المدن (أو مالية الجماعة أو القبيلة) بشكل أوضح يكون في ذمة الشخص ذبيحة أو فرق ( مكيال ) من البر أو الشعير أو عدد من النقود
إذا أتاهم ضيف أو أمر ذو بال يكون الانفاق
من هذا النظام الرشيد فكل مرة يقوم بالمهمة شخص أو أكثر حسب الحاجة ثم يعود الدور من جديد
وكان الفلاحون يتساعدون في الحرث والحصاد وتبادل الآلات
بعمل جماعي فاليوم مع محمد وغدًا مع خالد وهكذا
وكانوا في الزواج والمناسبات
يكون بينهم نفس المنهج فالكل يهب بماعنده من مواعين وفرش وحطب وجهد حتى تنتهي المناسبة
والعروس تجهز بثياب وحلى النساء عارية ويرد بعد ذلك
وصاحب البناء( بيت أو غيره ) يفزع معه الجماعة حتى يتم بناءه
وكانوا يعملون بهذا القانون حتى إذا اشتهوا أكل اللحم
فيجتمع 30 او 40 رجلا فيشترون جزورا أو بقرة فيقسمونها بينهم فيطعمون أهليهم اللحم بعد إنقطاع طويل ويضربون أسهماً مجانية للفقراء منهم،،،، الخ من تطبيقات هذا
القانون في مقابلة الحياة في نواحى شتى فتكون حياتهم جميلة طيبة سعيدة مرحة بالتكافل والتراحم والتواد الذي كان يسود بينهم
،،،،،،
واليوم يحتاج الناس العودة لهذا النظام لمواجهة الحياة
التى أصبحت أصعب بسبب الغلاء الفاحش ،،،،،
مثلًا عند الحاجة للذهاب للسوق يذهب
الجيران مع بعض أو الاقارب في مركبة واحدة ويشترون حاجتهم من السوق بكمية وافرة ويقتسمونها بينهم فيكون السعر مناسب لهم والمشوار واحد وعلى هذا يستمرون
والطلاب يتساعدون في الدروس الخصوصية ويأخذون معلمًا واحدًا ويقتسمون أجره
والعزاب من الموظفين والطلاب يأخذون سكنًا واحدًا
وصحناً واحداً فيه يأكلون وعليه
يجتمعون
مع إعادة برمجة طريقة الصرف
في البيوت وترك العبث وتفهم
متطلبات المرحلة المعيشية
الحياة معركة والايام دول يوم لك ويوم عليك ويوم كفاك الله شره
( وتلك الايام نداولها بين الناس)
تأبى الرِّماحُ إذا اجتمعنَّ تكسُّراً ... وإذا افتــــرقَنّ تكــسّرتْ آحادا "
دمتم بخير
مع رحيق المعرفة
المحامي / حمود سعيد الحارثي
التعليقات 3
3 pings
سالم صالح العمري
27/01/2023 في 7:14 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك ياشيخ حمود على هذا العرض
ولايوجد لذة ماقلت إلا من عاصر تلك الحقبة الزمنية
حتى أن الذي يجيه الضيف وإن كان في عوز
لا يعجز عن الضيافة لأن الجماعة يتكاتفون
فهذا يأتي بقليل من الدقيق
وهذا بالبن
وهذا بالسمن
وغير ذلك من التكتل المحمود
(0)
(0)
محمد
27/01/2023 في 7:19 م[3] رابط التعليق
نعم كل ذلك كان موجود عندناوقد عاصرته. النعمه فرقتهم.الله يديمها والامن.
جزيتم خيرا.
(0)
(0)
محمد علي الشهري
28/01/2023 في 2:11 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خيرا وبارك فيك مقالتك تعبر عن ماضي كانو الناس في حاجة بعض لان المستوى الاجتماعي واحد من الناحيه الماديه والاسريه ثم من ناحية مستوى التقارب والتحالف في نظام الجماعه او القريه الى ان تصل القبيله وتحالفها مع القبيله الاخرى وكذلك صفاء الفطره الانسانيه ونيتهم الصافيه وحق توكلهم على الله في امور حياتهم جميعا ومجتمعهم الذي لم يخالطه اجنبي من لغة اخرى مما لم يوثر على معتقداتهم وعاداتهم وكذلك لم يكن لديهم وسائل التواصل الاجتماعي التي كان لها دور كبير في هذا الزمن في تغير المجتمع من الناحيه السلوكيه والاخلاقيه والثقافيه وكذلك الدينيه من جميع نواحيه حتى اثرت على عقبدة كثير منهم ومع توسع المجتمع من كونه جماعه او قريه او حي او قبيله الى مجتمع متمدن ذابت ثقافته ولغته في عالم الثقافات الدخيله عليه وخاصة الثقافه الغربيه الرأس ماليه لا تعرف دين او خلق وانما مال واقتصاد وترفيه وبعد عن الدين مما اصبح الرجوع الى الماضي من ناحية العلاقات المجتمعيه المترابطه والتي يحكمها الدين ثم القيم الاخلاقيه وشيم القبايل المتعارف عليها صعبة الا لمن رحم ربي
لاكن مازال في امتنا الخير ما دمنا متمسكين بعقيدتنا وتطبيق تعاليم الاسلام من الناحية العمليه والاخلاقيه والعلاقات الاجتماعيه في ضل حدود ثقافتنا وتعاليمنا التي حثنا عليها الاسلام وفي ضل وجود علما ودعاه ورجال صادقين من امثالك يادكتور يدلون على فعل الخير والدعوه الى التكافل والترابط الاجتماعي فلا نزال في خير
فجزاك الله خيرا على هذه المقاله الملهمة والتي تدل على نبل اخلاقك وصفاء نيتك حفظكم الله ورعاكم
(0)
(0)