كثيراً ما سمعنا في الآونة الأخيرة عبارة أن "التربية الخاصة ليست خاصة" بمعنى النظرة الشمولية والواسعة التي يقدمها مجال التربية الخاصة في تمازجه واندماجه الكامل والشامل مع التخصصات الأخرى فالجميع بحاجة إلى خدماتها وسيكون الفرد هو الخاص في حال أنه لم يتلقى أي خدمة خاصة في سنوات حياته.
إذاً ماهي التربية الخاصة ؟ ولماذا نحتاج إليها؟ التربية الخاصة هي ليست مكان (يوضع فيه الأطفال ذوي المشكلات أو الاعاقات) بل هي خدمة تُقدم لمن هم بحاجة لها مهما كان نوع الخدمة المطلوبة، فالمكان في حد ذاته لا يُمثل مفهوم التربية الخاصة، التربية الخاصة لا تعتبر جيدة أو سيئة بسبب مكان تقديمها (بل بجودة الخدمات المقدمة لها).
لم تعد التربية الخاصة مسؤولة وحدها عن البرامج والخدمات التربوية والمصممة خصيصاً للطلاب ذوي الإعاقة، حيث يُنظر إليها من منظور تكاملي، كما أن التقديم الكامل للخدمات التي يحتاجها الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع يتطلب التعاون الوثيق والتكامل المتشعب بين الجهات ذات العلاقة.
وقد أصبح للتربية الخاصة رؤية أوسع في فلسفتها، حيث تشكلت الرؤى والسياسات الحديثة والتي غيرت من نظرة المختصين والمهنيين والتربويين في فلسفات التعليم والتشريعات التي ترتب عليها التغيير في التشريعات وأدوار القيادات والمسؤولين في التربية الخاصة والنظام التعليمي العام.
وتكمن الرؤية الأساسية في اعتبار أن التربية الخاصة ليست "خاصة" بل أنها مسؤولية الجميع نظير الالتزام المجتمعي والقانوني نحو جميع الأشخاص من حيث سياسة العدالة ، والبعد عن التمييز، وإتاحة الخدمات للجميع.
وقد انطلقت التوجهات الحالية وبقوة في دمج التخصصات التربوية بين أقسام التعليم العام والتربية الخاصة مما نتج عنه التغيير في بعض المسميات ومنها اعتبار أن الأشخاص ذوي الإعاقة لديهم احتياجات مُضافة وأنهم بحاجة أكثر إلى "الدعم الإضافي" عن غيرهم من الأشخاص، كما أخذت الدراسات حول الأشخاص ذوي الإعاقة تمتزج في السياسات العامة نحو المفاهيم الحديثة لتخطي حواجز الانفصال بين التخصصات المختلفة.
ووفق هذا المنظور والرؤية العادلة نحو الأشخاص ذوي الإعاقة سيكون كل فرد في هذا المجتمع بحاجة إلى خدمة إضافية أو دعم مساند له وفقاً لقدراته وخصائصه واحتياجاته الفردية.
د.أروى علي أخضر
أكاديمية متخصصة في التربية الخاصة