في موسم يعكس أصالة الزراعة وعراقة الموروث، تتألق مزارع جازان بلونها الأخضر الممتد على مساحات الحقول، حيث تبدأ رحلة الذرة الرفيعة “الخضير”، التي تمثل أحد أهم المحاصيل الموسمية في المنطقة. بخضرة سنابلها الطرية وقيمتها الغذائية العالية، يحظى الخضير بمكانة خاصة في قلوب أهالي جازان، مجسداً رابطاً وثيقاً بين الطبيعة والثقافة المحلية.
الخضير.. موسم استثنائي في تهامة
يمتد موسم الخضير عبر محافظات مثل صبيا، وبيش، وأبوعريش، وصامطة، وغيرها من قرى تهامة جازان، ليشهد إقبالاً واسعاً من الأهالي والزائرين. يتميز هذا الموسم بعملية حصاد فريدة، حيث تُقطف سنابل الذرة قبل اكتمال نضجها، لتقدم كمنتج غذائي يحمل طابعاً تراثياً أصيلاً.
من الحقول إلى المطابخ
ينطلق الخضير في رحلته من الحقول، حيث تُقطف السنابل ويتم فصل حبات الذرة الطرية عن سنابلها في عملية تعرف بـ “الخبيط”. بعد ذلك، تبدأ ربات المنازل في إعداد وجبات متنوعة تعكس إبداعهن وتقاليدهن، فتتحول الحبوب الطرية إلى أطباق تتنوع بين المرسة،والخبز الطازج.
أما المفالت”، الذي يُطهى بالحليب والسمن ليمنح وجبة مميزة تضيف بعداً صحياً إلى المائدة. و الخضير المشوي، يعد خيار مثالي لمن يفضل الطعم البسيط الممزوج برائحة السنابل المحمصة.
رمزية الخضير في الموروث الجازاني
لا يقتصر دور الخضير على كونه وجبة غذائية فحسب، بل يتعدى ذلك ليصبح رمزاً للكرم والتواصل الاجتماعي. في مواسم الحصاد، يحرص أصحاب المزارع على مشاركة جيرانهم وأصدقائهم بهذا المنتج المميز، تعبيراً عن روح التكافل والمحبة التي تجمع أهالي المنطقة.
الخضير.. نكهة فريدة وتجربة لا تُنسى
بمذاقه الطري ونكهته المميزة، يقدم الخضير تجربة استثنائية تختلف عن الحبوب المكتملة النضج. هذا التميز جعل منه جزءاً لا يتجزأ من هوية المنطقة، ووجبة ينتظرها الجميع بشغف في كل موسم.