[JUSTIFY][B][SIZE=5]أعلم أن الفريق عبدالفتاح السيسي لن تصله هذه الكلمات وربما لن يتعدى صداها ابعد من السفارة المصرية بالرياض وهذا مشكوك فيه أيضاً مالم تقع مصادفة تحت نظر احد الموظفين المتخصصين عندما يدير محركات البحث مستخدماً كلمات مشابهة لعنوان هذه المقالة ، والمهم ان نقول رأياً وان لم يكن مسموعاً أو حتى غير مهم للقوم. فالفريق السيسي بلا ادنى شك هو رجل مصر القوي في هذه المرحلة وهو الذي قلب الطاولة على الكثير في أصعب الظروف وأحلكها سواداً ليغير من واقع مصر داخلياً بعد حكم عبدالناصر والسادات ومبارك مروراً بتجربة الاخوان الفاشلة ، ومع ذلك فهو لم يخلط الأوراق ولكنه رتبها وصحح أخطاء خطيرة أو هو يحاول ذلك. الفريق شعبيته آخذة في الازدياد والتوسع في اوساط الجماهير المصرية بإستثناء ملايين من مؤيدي الإخوان وغيرهم. وحسب وسائل الاعلام ومراكز الدراسات فإن الغالبية بمن فيهم الفئات الصامتة يتمنون أن يصبح الفريق رئيساً قادماً لمصر وهذا شأنهم ورؤيتهم. والفريق السيسي بلا أدنى شك هو رجل دولة ولديه الكثير من القدرات والخبرات والإلمام بملفات خطيرة تهم مصر والمنطقة ، ومعروف عنه المحافظة على ثوابت الاسلام الخنيف ،كما اكتسب بحكم موقعه في الجيش خبرة سياسية واضحة إضافة الى الكاريزما الشخصية اللازمة له كقائد لمصر ، فهو ذو شخصية وملامح واسلوب خطابي تتناسب مع طبيعة المجتمع المصري داخلياً ، وهو قادر وبكل بساطة أن يصبح رمزاً لمصر عربياً ودولياً ، أما الرأي الذي يجب أن يقال هنا للفريق فهو ومع الاعتراف بأهليته لذلك فإنه يجب أن لا يسعى أو يسمح بالتمهيد لكي يصبح رئيسا قادماً لمصر عبر الانتخابات ، وبكل بساطة لا يليق بقائد مثله أن يصبح رئيساً للجمهورية بعد أن اتخذ وهو الجنرال المحترف وقائد الجيش ووزير الدفاع اصعب وأخطر قرار لحماية مصر وعروبتها ومذهبها السني ضد مشروع جهنمي صفوي غربي صهيوني خطير وخبيث ينفذه الاخوان بأنانية وانتهازية سياسية واضحة لمصلحة مشروعهم المبني للمجهول الذي لم يصدق البعض بخطورته وعبثيته حتى الآن ، والتاريخ والأجيال القادمة سيحكمون على ذلك ، إنه من غير المنطقي أن يأتي الفريق بعد قراره القوي الخطير الذي أفشل وقاحة اميركا السياسية وخبث ايران العنصرية ودعمهم المشبوه لجماعة اخوان ثم يصبح بعد ذلك رئيساً لمصر وهو قادم من اعلى هرم الجيش الذي أطاح بجماعة الإخوان وحكمهم. إن فعل السيسي ذلك واستجاب لنداءات الجماهير العريضة التي تنادي به رئيساً فهو خطأ جسيم لن يستطيع بعده اطلاقاً أن يتصالح مع جماعة الاخوان سياسياً لأنهم يعتبرونه عدواً لدوداً للأبد اطاح بحكمهم ورئيسهم ، ولن يستطيع أن يتبرأ من تهمة التخطيط للانقلاب بهدف تولي الحكم وإقصاء الآخرين ، وسيواجه وضعاً أمنياً غير مستقر ، وسيؤجج ضده مشاعر مناوئيه على الدوام مهما خدم مصر وشعبها. وسيبقى أمنه الشخصي مهدداً وفي أعلى درجات الخطورة. كما سيبقى في نظر بعض زعماء وحكومات دول القارة الافريقية والأوروبية والامريكتين رجلاً انقلابياً وهذا سيؤثر على مكانة مصر بدرجة ما، ثم إن اميركا وبريطانيا والدوائر الصهيونية والصفوية الإثني عشرية ستستمر بطرق شتى في دعم الإخوان وغيرهم من مخربي أمن مصر نكاية بالفريق والجيش. يبقى الحل ياسيادة الفريق أن تهيأ الظروف لأحد رجالات مصر الوطنيين ممن يستطيع قيادة مصر وشعبها ويسعى الى لم شمل العرب وتوحيد صفوفهم ليكون رئيساً منتخباً ، وتبقى أنت يا سيادة الفريق قائداً عاماً ووزيراً للدفاع الى أن يحين الوقت المناسب لترك المنصب ، بهذا ياسيادة الفريق ستعطي مصداقية للحركة التصحيحية التي أيدك الشعب لتنفيذها ، وستحمي حكومة مصر القادمة من الهمز واللمز داخلياً ، وسيبقى الجيش المصري مؤسسة وطنية عظيمة لا طموحات لها سوى حماية مصر وعروبتها واسلامها واقباطها ومكانتها وسمعتها. وستبقى أنت رمزاً وطنياً لن ينساك شعب مصر . السياسة غالباً ما تحط من سمعة ومكانة القادة العسكريين مهما كانت انجازاتهم فيصبحون بلا تاريخ ناصع.
عبدالله العابسي
[/SIZE][/B][/JUSTIFY]