ليس خطاءً أن يتقدم بعض الاهالي بطريب الى أي جهة حكومية لطلب أي موضوع يرغبونه سواء كان طلبهم معقولا أو غير معقول ،منطقياً كان ام عكس ذلك وسواء كان بقصد خدمة المصلحة العامة وهذا ما نرجوه او كان لأهداف ذاتية تتعلق بالأشخاص انفسهم، فمن حيث المبدأ من حق أي فرد أو مجموعة قول ما يعتقدون انه صواباً حتى وان كان يخدم مصالحهم الشخصية ومن حقهم كذلك ابداء رؤيتهم حسب معرفتهم وخبرتهم ، وعلينا أحياناً ان نحسن الظن مهما كانت الدلائل ، ثم لا ننسى انهم مواطنين كما نحن جميعا وقد اجتهدوا وفي النهاية هم يمثلون انفسهم فقط فيما تقدموا به لغرض اشرافهم على مؤسسات مختلفة بطريب . ولسنا هنا في مجال تخطئتهم أو تأييدهم فهم معذرون لأسباب مختلفة أهمها في نظري أن نظام الدولة واسع جداً ودقيق ولا يعلم تفاصيل جزئياته الا المختصين في كل وزارة ومؤسسة حكومية، ثم علينا ان نتذكر دائماً ان هناك من الناس في بلادنا الغالية لا شيء يعجبهم وخاصة بعض المجتمعات السكانية ذات التركيبة القبلية، أقول هذا حتى لا يفهم أحد أن كلامي يقتصر على طريب أو أن المقصود به أي شخص بعينه.
فأين المشكلة اذاً ؟ المشكلة تكمن في الموظف والموظف هنا هو المسؤول المتردد أياً كان موقعه فما حلت المصائب بالتنمية في بلادنا الا بسبب مسؤول كان يفترض أنه ذو دراية ومعرفة بأنظمة بلاده وقوانينها ومصالح مواطنيها وعلى الأقل معرفة المعقول من غير المعقول ومعرفة الفرق بين مواطن يتقدم بطلب مساعدة مثلاً وهذا من حقه وبين مواطن آخر يطلب مثلاً أن يشرف بنفسه على وزير العمل أو وزير النقل أو وزير الصحة (وهذا على سبيل المثال) . لماذا ايها المسؤول تحرج القوم والمحافظة وتفتح المجال ليتهكم بنا وبهم البعض من خلال مئآت الرسائل المتداولة منذ اسبوع ولماذا تفتح المجال لشباب ظرفاء يبحثون عن أي هفوة فيحولونها الى نكتة تنتشر كالنار في الهشيم ونصبح جميعاً يُضحك علينا أو بنا. لماذا ايها المسؤول بطريب لم تدرس الطلب وتفكر كيف يجب ان تكون معالجته ثم تستشير المختصين في كل مؤسسة ذات علاقة قبل ان تطلب الاجابة الفورية من تلك الجهات وبعد ذلك تستضيف الجميع وتبين لهم قواعد النظام ثم تعطي المسؤولين في تلك المؤسسات الفرصة في توضيح مهامهم وطبيعة أعمالهم وكيف صدرت انظمة مؤسساتهم ليعلم اباءهم واخوانهم اصحاب العريضة ما خفي عليهم بشكل واضح وجلي ... أنه لأمر غريب حقاً ان يتجاهل المسؤول ان من ضمن واجباته حل مشاكل الناس وتبصيرهم بحقوقهم وحدود واجباتهم واسداء النُصح لهم وارشادهم الى ما ينفعهم وليس الى ما يحرجهم ويحرج غيرهم معهم. متى ندرك انه قد تغير الوضع في بلادنا بفضل الله ثم بفضل حكومتنا الرشيدة حتى اصبحنا في موقع الريادة وأصبح كل شيء له مرجعية نظامية وقانونية في الدولة حماها الله ولم يبقى شاردة ولا واردة بدون نظام يحكمها ومواد وقوانين تسيرها ومحاسبة دقيقة لكل جهة ؟ هل بعض الموظفين او المسؤولين لا يفهمون النظام فهذا خلل وعائق للتطور؟ ونكرر وللعلم فقط أن ليس هناك اليوم في الدولة شيء بلا مرجعية رسمية نظامية حتى حماية الحيوانات في البراري والأسماك في البحار السعودية وجميعها مدونة ومعتمدة رسمياً ،ومن هنا يجب على كل مسؤول وكل موظف من موقعه ان يشرح ويوضح ذلك للمراجعين مع الأخذ في الاعتبار ان كثير منهم غير مختصين وبلا خبرات قانونية أو ادارية أو علمية مهنية وهذا طبيعي ولكن غير الطبيعي هو عدم تبصيرهم بالنظام مع استخدام النظام نفسه كما ينبغي لهم وعليهم ، وليس من الحكمة ولا من الاخلاص ولا من الأمانة عدم توضيح الأنظمة التي تخفى علينا وعليهم فذلك غش لهم لأن حسن النوايا لا يمنع ظهور النتائج مهما كانت وها هي صحيفة طريب بدأت تشرشحنا جميعاً فنشرت كل التفاصيل ولديها المزيد كما يبدو عن مواضيع اخرى ولا اعتقد انها تفعل ذلك عبثاً أو دون معرفة بواجباتها أو دون الالمام بقوانين الصحافة والاعلام والنشر في المملكة فهي مؤسسة تحت النظام والمراقبة وهذا دليلي على أن لا شيء بلا نظام ومراقبة لمصلحة المواطن. فمتى نفهم النظام ومتى نفهم أن الدولة بحكمة وبعد نظر قادتها انفقت وتنفق مليارات الدولارات لغرض تأهيل وتدريب شبابها ورجالها سعياً الى التطوير والتغيير من القديم العقيم الى الحديث النافع الفعال.
انظروا ماذا يفعل علي عبدالله صالح بغطرسته وتخلفه وهمجيته وجهله ببلاده رغم انه كان موظفاً ومسؤولاً ورئيساً؟ وأنظروا ماذا تفعل دولتنا الرائدة الحكيمة لرفع مستوى شعبها ووزاراتها وتطوير قوانينها وانظمتها منعاً للتدخلات والاجتهادات من خارج النظام ، والمقارنة هنا واضحة وشتان ما بينهما.
عتبنا القوي واللوم ينصب على أي مسؤول لا يخدم مواطنيه ولا يشرح طبيعة الأمور لهم منعاً لاحراجهم واحراج الجميع... والغريب أن البعض لا يزال يتجاهل حقيقة أن الاعلام في المملكة مصرح له قانوناً بمتابعة الشأن العام ونشر كل شيء يهم المواطن مهما كان .
رب ضارة نافعة ولنتعلم من اخطاءنا جميعاً وكلنا نخطئ . وسننتظر قيام الجهة المسؤولة بعمل (ما) لغرض التهدئة والتوضيح للطرفين بلا خجل لاستمرار العلاقة الطيبة بينهم لمصلحة طريب فنحن فعلاً نتغير بلا ادنى شك ونتحول مرغمين من مرحلة سابقة الى أخرى.
ان كل ما ذكرته في هذا المقال موجه للموظف والمسؤول الذي يفترض انه أدرى وأعلم من الجميع بالأنظمة ومؤسسات الدولة وعلى ضوء ذلك يتصرف في اطار النظام خدمة لوطنه ومواطنيه . ادعو الله لهم صادقاً بالتوفيق والسداد ، وللجميع بسعادة دائمة وقلوب سليمة من الحب الطاغي للدنيا التي نوشك على مغادرتها في القريب العاجل وكل ما هو آت عاجل.