في البداية احفظ هذا الرقم 100 مليون ريال، بعد ذلك نبدأ المقال، فبعد جهد جهيد من المخلصين في هذه الدولة المباركة أتاحوا لجامعاتنا أنظمة و برامج ووسائل لم تعرفها الأجيال السابقة، ليساعد كل صاحب همة مواصلة عمله و كسب قوته وتحقيق هدفه مع دراسته الجامعية بكل يسر و سهولة، و من ضمن هذه التسهيلات و مرونة مواصلة التعليم برنامج "التعليم عن بعد" و الذي تجاوز عمره ١٠ سنوات ومازال يتخبط في أولوياته و للأسف !!
كوني أحد الطلبة ودرست عدة مواد في برنامج التعليم عن بعد سأوجه لهم عدة أسئلة مما استفدته من نفس موادهم التي درسوني إياها :
ففي علم (الاقتصاد) نقف قليلاً لنحلل المئة مليون السابقة، فـ 40 الف طالب/ طالبة على طاولة امتحان جامعة الإمام رسوم كل فرد منهم 2500 ريال، منهم 1500 بطل مشارك في الحد الجنوبي، و 1000 موقوف تتكفل الدولة برسومه، يعني لنا مدخول قوي ماذا تكون مخرجاته ؟
وفِي علم (الادارة) هيا بنا ننظر ميدانياً من خلال رؤيتي صبيحة يوم الاختبارات فلا اجتماع مسبق للإداريين، ولا توجيه معروف للمراقبين بل ولا حتى ترقيم القاعات، فكان الاجتماع في لحظة تخبط الطلاب بحثاً عن قاعاتهم، التي تخلو من ترقيمها وكذلك اللافتات التي تحمل أسماء مجموعاتهم!!
لم ينتهِ المسلسل الكوميدي بَعدُ في التعليم عن بُعد، ففي علم (الحديث) إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه. فلا تتفاجئ بكثرة تغيير ارقام الجلوس لتغيير الكشوفات مرة بعد اخرى، فما ان تجلس في مكان خصصه لك المراقب يأتي الكشف الثاني ومعه مراقب اخر -غير الموجود في القاعة- و يبدأ بتغيير الأماكن من جديد، فثلاث تغييرات في يوم واحد وفِي قاعه واحده لمادة واحده!!
فأين إتقان العمل وهم المفترض القدوات في ذلك ؟
بعد ذلك تم توزيع الاقلام ليس لي تعليق على ذلك سوى شكري لهم لحمل أقلامهم عبارة احبك ياوطني، وفي علم (الفقه) تم توزيع اكياس خضراء لوضع الجوال بداخلها، والتي من المفترض اخبار الطلبه مسبقاً عن فائدتها كون اغلبهم مستجدين -تحضيري- وتوضيح بانها اكياس خصصت لحفظ الجوال وعدم لمسه اثناء الاختبار لأن ذلك محاولة غش، فماذا عن غشهم لطلبة دفعوا الأموال والنتيجة بلا خدمات ؟!
كل ذلك قد يجد أحد لها مبرر ولكن ما مبرر حشر الطلاب في فصول واختلط رائحة وعرق من فيها، مع انعدام الماء في القاعات مكتفين بكرتون ماء دافئ بجانب الادارة وماء حار في سخان كبير فقط للشاهي تحت درجات حراره قاربت الخمسين !!
وفِي علم (النحو) هل الإكتفاء فقط بعلبة سكر مفتوحة بدل المكعبات او الاكياس السكرية، بسبب ان المشروبات البارده مممنوعة من الصرف ؟!
وفِي علم (العقيدة) سألت نفسي ولم اجد جوابا هل اضمحلال الخدمات مع وجود 100 مليون يدل على عقد نية توفير ?!
في النهاية جزما لو لم أكن ملتحياً لقال من يأنف من النقد البناء والتحسس من ذكر بعض السقطات بانني علماني لمحاربتي جامعة إسلامية، ولو لم توجد لي مقالات وطنية كثيرة لقالوا انني مستأجر .
امل ان تصل ملاحظاتي ليس لكبار المسؤلين ولكن للمخلصين منهم، والذين يعملوا لرضى الله قبل رضى العبد .
✍/ سعود الغليسي
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
بندر الحامد
09/08/2017 في 7:47 ص[3] رابط التعليق
مادام انه عن بعد
فكما يقال .. البعيد عن العين بعيد عن القلب
وبما ان الجوالات تصادر منكم واستخدامها غش
فهم يضمنون عدم تصوير الأوضاع المأسوية المحبطة
ومن خلال الرياضيات والحساب فماذا تعني 100مليون في علم الفساد
المنتشر والمتفشيء ، أصبحت أرقام فلكية تقرأ هنا ولا نرى لها اي أثر على أرض الواقع ، لقد دخلنا علم الفلك بالأرقام المصروفة من الأموال ولازلنا نعاني من نقص في الأساسيات الأساسية ، عموماً نتمنى لك التوفيق والنجاح ومزيداً من التقدم
(0)
(0)
راضي الشمري - مشار حائل
09/08/2017 في 10:35 ص[3] رابط التعليق
كلام ممتاز وهذا ليس في الجامعة فقط!!!
بل ان غياب الرقيب وعدم تطبيق مبداء محاسبة المسئولين المقصرين هو سبب تضاعف التقصير والاهمال والتهاون والتكاليه حتى اصبحت موجوده في أغلب إداراتنا الأخرى وبعضا حتى لايوجد كراسي انتظار للزبائن وتمنعهم من الجلوس بالمكتب
(0)
(0)
ابو نواف ال خاطر
09/08/2017 في 1:31 م[3] رابط التعليق
(( امل ان تصل ملاحظاتي ليس لكبار المسئولين ولكن للمخلصين منهم والذين يعملوا لرضى الله قبل رضى العبد ))
اكتفى بهذا من مقالك الرائع – وفقك الله لك احترامي –
(0)
(0)
سعد الحطّاب
09/08/2017 في 2:26 م[3] رابط التعليق
أخي الكريم والرائع سعود الغليسي لقد وصلت الرسالة، ولم ينقصعها سوى الحياء من الله !!
لا حول ولا قوة إلا بالله ..!!
كيف يتصور القاريء أن جهة مثل الجامعة التي تمثل أعلى مستويات الثقافة والانضباط تعصف بها الفوضى حد النخاع؟!
لِمَ كل هذه المهزلة المخجلة حقاً؟!
هذه ليست سوى تجارة ظالمة تسلب أموال المساكين الذين يبحثون عن مستقبل لن يأتي؟!
أسأل الله أن يحفظ بلادنا من كل ظالم وفاسد
شكراً ودمت متألقاً
(0)
(0)