ثلاثة .. اثنان .. واحد .. انطلق ، ويبدأ السباق ..
جميلة هي انطلاقة البداية ، ولكن في الوقت ذاته صعبة وليست مستحيلة .
فعندما يرفع الحكم يده إلى فمه - واللاعبون من حوله يستعدون - ويده تحمل ذلك الجسيم صغير الحجم سهل الحمل ، وينفخ فيه ونسمع صوت الصفير ؛ نعلم بأن بداية المباراة قد سلكت مجراها ، وكل الذين يتابعون هذه المباراة فرحين ويريدون لفريقهم الفوز .. نعم الفوز وهنا تكمن الصعوبة ، فالفوز له مفاهيم كثيرة فعندما يُدخِلُ السائق مفتاحه في سيارته لكي يدير محركها - هي بداية - ويقصد من وراء ذلك وجهة معينه ، ويسير في طريقه ، ثم يصل إلى هدفه ووجهته ، فهذا فوز أيضاً.
والصعوبة تكمن في كيفية تحقيق هذا الفوز ، ولكن الأخطر من هذا كله ، أننا لم نبدأ بعد ، فنحن ولدنا لنفوز ولكي نصل إلى الفوز علينا ان نبدأ ، والخبر الجميل أنه لم يفت الأوان ، فذاك الخمسيني قرر بعد مرور تلك السنوات الطويلة أن يكمل مشوار دراسته ..
إبدأ بالمشروع الذي كنت تفكر فيه وتتخوف من بعض الأمور ولا تنس التوكل على الله الذي بدأ الخلق فأحسن وقدّر ، إبدأ بالإحسان للناس ، الغريب والقريب ، الصغير والكبير ، الذي هو من جنسك وعرقك ، او من أي بلد آخر ، إبدأ بالسلام كما وصى نبي العدل والإحسان صلى الله عليه وسلم " ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السلام بينكم " إبدأ بالشيء الذي تخاف منه وهو ليس محظور ، تخاف من المرتفعات ، إبدأ بإزالة هذا الخوف واصعد احد الجبال الصغيرة ثم الأكبر فالأكبر .
حدد لك مكافأة لنفسك ، إن بدأت بتخفيف وزني سؤكافئ نفسي بشرب عصير منذ فترة لم أشربه وانا احبه .
عندما تبدأ يا صديقي تذكر ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا " إبدأ بالخير لك وللناس ، فلو لم يبدأ صلاح الدين الأيوبي لم تتحرر القدس آن ذاك ولو لم يبدأ المعلم بتعليم طلابه ما كنّا لنتخرج نحن ، ولو لم يبدأ الملك عبد العزيز آل سعود بتوحيد البلاد ما كانت لتتوحد آن ذاك ، ولو لم يبدأ المهندس بالعمار ما كانت بلادنا لتصبح بهذا الشكل ، ولو لم يبدأ الطبيب بعمله " ... " أكمل انت .
لذلك قررتُ من الآن البدء بسلسلة مقالات بعنوان #فواصل لنفهم الحياة ونقرؤها كما ينبغي ، لنعيش بسعادة وإنجاز وإحسان ، فالفواصل توضع في الموضوع المكتوب ليسهل علينا قراءته وتبهجنا بجمالها ، وفواصلنا الْيَوْم نضعُها لحياة جميلة.
صرير قلم : كن كما تريد أنت ، فالحياة هي شربة ماء .. سنفنى ويبقى الأثر .
بقلم : عبد الحكيم محمد ناعس
التعليقات 2
2 pings
أبو محمد
20/08/2017 في 6:09 ص[3] رابط التعليق
بالتوفيق أخي عبدالحكيم وبداية مبهجة وأفكار واعدة ، وفواصل بإذن الله مسددة… يقول الدكتور عبدالرحمن العشماوي:
بداية فاعرفوا شأن البدايات
وعند خالقنا علم النهايات
يسر الله أمرك ، وفتح لك من واسع فضله؛ لتخدم بقلمك الأمة… ندعوه عزوجل أن يزيل العمة…
(0)
(0)
Yumna
20/08/2017 في 4:13 م[3] رابط التعليق
مقال جميل ورائع سلمت يداك
(0)
(0)