لم تنشئ الدولة اعزها الله الشُرط ومراكز المعلومات ومئات الآلاف من الجُند والموظفين الأمنيين والإداريين إلاَّ لمنع الجرائم وردع المجرمين والمخربين والعابثين بكل مناطق بلادنا العزيزة، وإمارة منطقة عسير من اكفأ وأنجح نظيراتها بالمملكة والخير في الجميع وجهودهم موفقة وهذا واجبهم.. لكن اذا وصل الحال بأي محافظة الى حد الإهمال الذي يلمسه المواطن والزائر والمتعلم والأُمي فهذا أمر مُعيب وآداء مُخجل ولا يمثل بأي حال جهود بلادنا وامكاناتها على كافة المستويات. وحتى لا نضخم الموضوع أو نقلل من شأنه والذي نشرته هذه الصحيفة، فإن جريمة محاولة سرقة جهازين للصراف الآلي بطريب وعلى الطريق العام في موقعين مكشوفين ولا يبعدان عن بعضهما اكثر من مئات الأمتار وفي توقيت مهم بآخر الليل وليس هناك انشغال بحالات طارئة فهو في الواقع القشة التي ربما قصمت ظهر البعير والتي بينت الخلل وليس للمحافظة عذر.. والناس هناك تقول أن بعض الموظفين اداءهم غير جيد وعملهم واهتمامهم لا يمثل حرص وتفاني وتوجيهات سمو امير المنطقة ولا يعكس جهود سعادة مدير شرطة المنطقة المشهودة. نعم نحن نقدر ونجل ونحترم ونرفع فوق رؤوسنا كل رجل أمن وكل موظف وكل مسؤول يحترم بلاده وأنظمتها، والغالبية هم كذلك بفضل الله ويجب شكرهم، ولنا في هذه الصحيفة زاوية خصصها رئيس التحرير لدعم عاصفة الحزم وجهاد كل المخلصين بالوطن، ولكن لا يجب السكوت على من يُقصر ويعتقد ان وظيفته استحقاق وامتياز أو وجاهة أو مصلحة شخصية، ومن كانوا كذلك بأي مكان فهم واهمون والدولة بأنظمتها ستأخذ على ايديهم ولن تتركهم يعبثون، وفي الحقيقة ان من يقصر فهو غير كفؤ لثقة الدولة سواء كان وزير او محافظ او حارس أمن. وعلى محافظة طريب ان تنفض الغبار وتضاعف جهودها وتعلم أن خصوصية الموقع والظروف الإستثنائية التي يخطط لها الأعداء تتطلب قيامها بعمل استثنائي ومتواصل وأن يكون لها حضور فاعل على مدار الساعة ومن كل القيادات بها بما يتناغم والتوجيهات السامية ويرضي المواطن بالمحافظة وهو الهدف النهائي وهو الصادق لمعرفة مستوى العمل ونجاحه او فشله، ومن غير المعقول بأي مكان ان تعمل القيادات بالحد الادنى او ما دونه وخاصة في أماكن ليس بها تحديات قهرية تحول دون انجاز العمل بكل اتقان. ولا يجب برأيي ان يكون ضمن العاملين بأي مكان موظفين لديهم تصرفات او سلوكيات يتم بموجبها نقلهم الى مواقع اخرى اكثر خطورة واهمية. وطريب موقع صعب بمكانه وملتقى لعدة طرق اقليمية ومحلية في زمن اصبحت فيه المخدرات سلاح تدمير بيد العدو البعيد والقريب فمن يقف لهذه الحرب ويساهم في كسبها ضد الأعداء؟ لا يمكن ان يتصدى للمجرمين موظف او مسؤول متهاون بأي مكان..
الشكر والإمتنان والتقدير لكل رجال امننا ومسؤولينا ولكل مخلص صادق وغيور ومحب لوطنه المملكة العربية السعودية. وشكرا خاص جدا لمقام امارة عسير ولأميرها الهمام المخلص ولرجاله الساهرين بالمنطقة ومنها طريب والثناء لكل مسؤول شجاع متفاني بالوطن يتفقد الميدان ولهم التحية وبهم نفتخر. والناس شهود الله في ارضه وسمعت الكثير يثني على جهود مرور طريب فلهم الشكر. ولكن لا تحية ولا تقدير لمن يخذل أمن وطنه ولا ينفذ بأمانة وتفاني توجيهات قادتنا وامراءنا الميامين المخلصين الساهرين. نحن في مرحلة حزم وعزم وأي مقصر بواجبه ومسؤوليته في هذا الوقت وبهذه الظروف فهو لا يحترم بلاده ولا نظام دولته وسيبقى سجله شاهد عليه. {بعض الموظفين والمسؤولين يعتقد ان تواجده لسويعات وتوقيع الورق الجامد هي قمة العطاء} هذا جهل واستخفاف بالمسؤولية وعلى من اختار هؤلاء ان يعيد تأهيلهم.
اخيرا فإن دولتنا قائمة بواجباتها ومتمكنة بفضل الله من بسط الأمن الشامل بل وبسطه في دول اخرى وهي قادرة وشامخة وموفقة، أما محاولة سرقة الصرافات فهي ظاهرة عالمية وليست هي القضية في هذا السياق بطريب بل المقصود العمل والتفاعل والآداء الشامل وهي مايجب تقييمه ومنع التهاون به، وعلى المواطن والإعلام التعاون ومتابعة العمل ومستوى انجازه وجودته فهو لخدمة المواطن ومن اجله، والدولة تسعى لراحته وخدمته ولم تقصر بشيء لكن هل نعي ذلك.

https://youtu.be/xkaTKQnYgnQ