سعيد ، حزين ، شقي ، هادئ ، سريع ، بطيء ، جميعها حالات يمر فيها الإنسان ..
ليست المشكلة هنا .. المشكلة أننا نبقى أسرى خلف أقنعة مزيّفة .. نعم مزيّفة ، نتوهم السعادة بفعل شيء أو اتباع إنسان ونكتشف عكس ذلك .. وهناك أُناس يرتدون أقنعة ليرسموا لنا شيئا وهمياً من الصعب الحصول عليه ، فهناك يا صاحبي حزمة من الأقنعة التي تؤول بِنَا إلى نهاية ليست جيدة:
١ / قناع الكمال "وصاحب هذا القناع حال ذاته تقول ، إما كل شي أو لا شيء ، all or nothing".
٢ / قناع التواضع "لا يزعجه السب والشتم والإهانة ، ويرى نفسه بأنه صغير في كل شيء".
٣ / قناع الأفضل "وأصحابه يحسبون أنهم ملائكة ، وأنهم يفعلون ويقولون الخير كلّه ولا يقربون الشر".
٤ / قناع اللطف " وشعاره كما يُقال ، نعم لكل شيء ، لا لنفسي "
جميع هذه الأقنعة وغيرها من الأقنعة تلتمس مساراً مشدّداً لا تحمد عقباه ، وللأسف فهناك الكثير ممن ينقادون خلفهم ، ويتبنون هذه الأقنعة !
لكن .. يا صديقي القارئ ، أهديك الْيَوْم قناع أسميته " وجه الخير " قناع ليس بالسهولة الحصول عليه ، وليس بالصعوبة .. قناع من أجمل الأقنعة التي يتطبع بها الإنسان ، فهو ليس قناع بل هو وجه جديد للإنسان المتميز الذي يحب التطوير ، فالسعادة والحزن والهدوء والسرعة كل هذه موجودة فيه ؛ لأنه متزن ويعلم ماذا يفعل .
"وجه الخير" هو ما نصنعه نحن لأنفسنا ثم لغيرنا ، فعندما تسعد الآخرين بهدية ، بابتسامة ، بكلمة طيبة ، حتماً مع مرور الوقت ستسعد يا صاحبي.
"وجه الخير" حسن الإختيار لكي لا نخسر أنفسنا ، اختيار الرفقة الصالحة والزوج الصالح.
"وجه الخير" نظرتنا الشاملة التفصيلية عن أُناس احتكاكنا بهم كبير ، وعن قدواتنا أيضاً.
"وجه الخير" هو شخص يصنع يومه بيده ، فالبسمة لا تفارقه والتفاؤل يملؤ قلبه.
وكما قيل "ما أقبح أن يحرق المستودع لوجود فأر ، وأن تطفئ عود الثقاب بجركل من الماء".
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث
(( جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا - أي رأوها قليلةً بالنسبة لما ينبغي لهم - فَقَالُوا وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ أَحَدُهُمْ أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي)).
صرير قلم: "لا تجادل الأحمق .. فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما".