إنّه حنين واشتياق للمناجاة، يتبعه بوحُ ونشيج ، يسبقه خوفُ واضطراب ، قلق وهلع ، توجس وخيفه ثم اطمئنان ورضا تام.
حركات بالأجساد ،وتحريك للشفاه ،انحناءات صعود وهبوط ، انطراح وانكسار، وكلما أطلت السجود تسابقت الكلمات وارتفعت الدعوات وذرفت الدموع وتعالى النشيج فتطيب الجراح وتعلو الأرواح في سماء ملكوت الله فتزول الضيقة وتنشرح الصدور وتتيسر الأمور وتفرج الكروب .
إنّها مفتاح السعادة في الدنيا والآخرة ، كلما أعطيتها حقها من الطمأنينة والسكينة كلما أعطتك من الراحة والسعادة مالا يخطر لك على بال.
كان هذا هدي نبيّ الرحمة عليه الصلاة والسلام كان إذا حزبه أمرٌ قال أرحنا بالصلاة يابلال!
إنّها قرة عيون المؤمنين كما صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : (وجعلت قرة عيني في الصلاة). رواه أحمد والنسائي.
ولذا كان صلى الله عليه وسلم يقول: ( أرحنا بها يابلال) . كما عند أحمد وأبي داود .
أرحنا بها يابلال ..
وقل لبلال العزم من قلب صادقٍ أرحنا بها إن كنت حقاً مصليا توضأ بماء التوبة اليوم مـخلصاً به ترق أبواب الجنان الثمانيا إنّها الراحة التي تعقب كل ضيقة أو هم أو حزن أو تعب أو مرض أو دين أو رزق أو مصيبة أيًا كانت حاجتك وأيًا كانت أمنيتك وأيًا كانت مظلمتك تذكر أرحنا بالصلاة يا بلال.!
لا تنشغل عن هذا الركن العظيم من أركان الإسلام أيًا كان عذرك فالأمر العظيم أمام الأعظم يهون ويصغر ويضعف ويتلاشى .
الحديث عن الصلاة حديثُ ذو شجون ؛ إنّه حديث الأرواح حين تعلق قلوبها بالله فترسل شكواها للسماء دعوات مطمئنّة واثقة متوكّلة مستعينة بوعد الله وفرجهِ ونصره.
إنّها ليست مجرد حركات تؤدى إنّها صلة وقربة بين العبد وربه إنّها قوة وعزة إنها فضلٌ ونعمةٌ إنها طريق مختصر للوصول إلى السعادة والتوفيق والنجاح والفلاح في الدنيا والآخرة.
ولعظم قدرها ورفعة مكانتها لابد أن نربي أبناءنا على أدائها منذ نعومة أظفارهم حتى يحبوها ويجدوا راحتهم في أدائها فالطفل يتأثر بما يراه ويسمعه فيؤثر على سلوكه وتعامله وأخلاقه.
ومن هذا المنطلق يقع على عاتق الآباء والأمهات مسؤولية جسيمة وأمانة عظيمة ولأن في المحافظة عليها صلاح الفرد والمجتمع كان لابد من الاهتمام بها وتذكير ابنائنا بها وتشجيعهم على أدائها ترغيبا وترهيبا قال الله تعالى : (( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى )) 132 سورة طه
يجب أن نغرس في قلوب الناشئة حبّ الله وحبّ الصلاة ونرغبهم فيها .
أن نوجههم ونخاطب قلوبهم وعقولهم بأسلوب ليّن يظهر محبتنا لهم ، أتريدون السعادة والتوفيق والنجاح في الدنيا والآخرة؟ حافظوا على صلاتكم ..
أن نربيهم على التعلق بالله في جميع أحوالهم ، أتريدون حفظ الله لكم ووقايتكم من الشرور والفتن؟ حافظوا على صلاتكم..
أن يتعلموا أن الجنة غالية الثمن ، فنحرص على ترغيبهم فيها، أتريدون الجنة ؟ أسعوا إليها وأروا الله منكم محبته وترجموا هذا الحب أفعالًا وليس أقوالا.
نحن أمام قضية خطيرة وخطيرة جدًا إذا ضاعت الصلاة ضاعت معها كل الحياة السعيدة الكريمة ، ونخشى أن ندخل ضمن المخاطبين بقوله تعالى : ( فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) سورة مريم
التهاون بالصلاة وأدائها أو تركها بالكلية يترتب عليه ضياع الأسرة والفرد والمجتمع مما ينتج عنه كثرة الابتلاءات والمحن والمشاكل وذهاب البركة من الأعمار والأرزاق وقلة التوفيق .
التهاون بالصلاة حرمان من الراحة والسعادة ومجلبة للشقاء والبلاء والفتن .
نعوذ بالله أن نكون منهم ونسأله الثبات على الصلاة والقبول حتى نلقاه ، ونعوذ بالله من الشهوات التي تحرمنا لذة الطاعة والقرب من الله .
فاطمة الجباري
أرحنا ! بالصلاة يابلال
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6378280.htm
التعليقات 15
15 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
عبدالمحسن
21/11/2017 في 6:33 م[3] رابط التعليق
والله مقال يكتب بمااااااء العيون ??
بيض الله وجهك وكثر الله من امثالك
(0)
(0)
نوره مشرف
21/11/2017 في 6:33 م[3] رابط التعليق
نعم انها راحه للبال وسكينه لنفس وتطمان بها الانفس وتهدي بها اللهم صل وسلم عليك ياحبيب الله محمد والله الصلاه راحه وهدو نعم وكل اسبحانه في امورك وتوكل عليه في امورك وسوف تحس براحه وكل ماضاقت عليك اسجد وتحدث مع من يسمعك ويرضيك يارب ارحنا في الدنياء ولاخره الله يسعدك استاذه فاطمه كلام من ذهب الله يشرح صدرك ويرفع شانك وينفع بك المسلمين تقبلي شكرى اختي ورفيقت دربي
(0)
(0)
غلاووي
21/11/2017 في 6:36 م[3] رابط التعليق
الله يجزاك خير ويسعدك استاذه فاطمه
الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام راحة البال وسكينة الروح اذا اديتها بالطريقة الصحيحة
(0)
(0)
هند العيد
21/11/2017 في 6:36 م[3] رابط التعليق
طرح جميل أ. فاطمة نحتاج للتذكير في هذه العبادة العظيمة
جزاك الله خير
(0)
(0)
منيرة عبدالعزيز
21/11/2017 في 6:40 م[3] رابط التعليق
بارك الله في قلمك ياعزيزتي موضوع رائع جاء في وقته
(0)
(0)
هدى خليل
21/11/2017 في 7:06 م[3] رابط التعليق
ما شاء الله فكر نير. وروح راقيه تعلو بنا الى فضاء الشعور .وتضى دلجه الوجدان. بارك الله فيك
(0)
(0)
نوره الزهراني
21/11/2017 في 7:15 م[3] رابط التعليق
(رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ )
مالنا مع ذا الجيل الا الدعاء تقصير واضح في الاخلاقيات والمعاملات وسائر شؤن الحياة .
(0)
(0)
ابو فيصل
21/11/2017 في 7:53 م[3] رابط التعليق
إنّه حنين واشتياق للمناجاة
من اجمل ما قرأت
سلمة أناملك
(0)
(0)
ابتهاج جمال
21/11/2017 في 8:53 م[3] رابط التعليق
اللهم اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء احسنتي عزيزتي?
(0)
(0)
نعيمة نصاري
21/11/2017 في 10:24 م[3] رابط التعليق
بالفعل بالصلاة نحيا بالصلاة تستكن كل روح
رسالة تربوية لمن يقف عند مداها
بورك لك في كل علم نافع خاصة في عصر الفتن
دائما متنوعة مقالاتك بوركتِ ✨
(0)
(0)
البتول المغربي
21/11/2017 في 11:35 م[3] رابط التعليق
الصلاة عبادة دينية وهو ركن الخامس من أركان الإسلام يقوم على علاقة بين العبد وربه …….كيف يعيش الإنسان بدون هذه العبادة ؟ سيعيش حياة خالية من السعادة والنور والراحة النفسية …. لنجعل أنفسنا قدوة لأبنائنا في صلاتنا …. ولنرغب أبنائنا فيها بدل ترهيبهم …. ولنجعل شعارنا ” بالصلاة نسعد وتزهو حياتنا ” . مقال جدًا رائع …. سلمت أناملك الجميلة …..
(0)
(0)
ام عمر القحطاني
22/11/2017 في 6:38 ص[3] رابط التعليق
(ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي)جزاك الله خير وجعلنا واياكم من اهل الصلاح والتقوى لك كل امنياتي بالتوفيق
(0)
(0)
الأستاذة عنود
23/11/2017 في 6:45 ص[3] رابط التعليق
جميل ما طرحتيه سلمت الأنامل .
(0)
(0)
النوري
24/11/2017 في 4:43 ص[3] رابط التعليق
نعم انها راحة القلوب والحياة
(0)
(0)
سعاد العسيري
25/11/2017 في 3:51 ص[3] رابط التعليق
“إنّها مفتاح السعادة في الدنيا والآخرة ، كلما أعطيتها حقها من الطمأنينة والسكينة كلما أعطتك من الراحة والسعادة مالا يخطر لك على بال.”
انها الصلاة?
جزاكي الله خيراً تناولتي في مقالك موضوعاً هاماً جداً ادعوا الله ان يصل الى كل إنسان قد ضَل طريقه فيوقظ فيه لذتها والانضمام الى المصلين
وان يجعلها في ميزان حسناتك يامبدعه ❤️
(0)
(0)