أعتذر من أحبتي المدخنين عن كتابة هذا المقال ولكنها صرخات متتالية من شقائق الرجال أرغمتني على كتابة هذه العبارات ولسان حالي ينطبق عليه قول الشاعر ( يازين لا تزعل علي وأنت غالي **** زعلك يسبب في حياتي مضرة ).
يشهد الله أنني أقدر كل المحيطين بي من المدخنين ولكنها مفردات أحسب نفسي مجبوراً على كتابتها ولعلها تكون وسيلة فعالة لإقناع كل من جعل التدخين أو ( المعسل والشيشة ) جزء من ممارساته اليومية أن يتوقف عن التدخين أو يتوقف عن التقبيل.
قرأت رسالة انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي عن زوجة تشتكي من زوجها الذي تحبه بل وتعشقه ولا تريد سواه وحددت معضلتها معه في قضية التدخين. كتبت تلك السيدة في رسالتها أن الباري عز وجل أنعم عليها بكل النعم التي يرجوها أي شخص من الله فهي بصحة وعافية ولديها المال والولد والمكانة الاجتماعية والعلاقات الرائعة والاستقرار والطمأنينة , وتبدأ مشكلتها بعد الحادية عشرة ليلاً حينما يدخل زوجها المنزل ورائحة الدخان والمعسل تنتشر في كل أجزاء البيت وتتحول رائحة كل الأماكن التي لا تشتاق له والتي يمر بها من البخور والعود و ( دولس جابانا و اسكادا ) إلي بقايا ( الجراك والشيشة ). رائحة كريهة تنبعث منه بسبب الدخان وأسنان صفراء فاقع لونها لا تسر الناظرين وشفاه انتفخت ثم اسودت ثم تشققت ثم تفلطحت وأصبحت لا تطاق.
حزنت كثيراً على حال تلك السيدة الذي لا يطاق وسألت الله سبحانه وتعالى بأن يعينها على هذا الابتلاء ويسعد قلبها في المستقبل القريب بتوقفه وتوقف جميع المدخنين ومحبي ( الشيشه والمعسل ) عن التدخين.
صديقي وحبيبي المدخن ثق تمام الثقة بأنه كلما اقتربت من زوجتك رددت في نفسها( يا عين هلي صافي الدمع هليه ) وبدأت تندب حضها العاثر وعقلها الواعي يقول ( يا الله دخيلك من عنا الوقت لامال ) فيرد عليه عقلها اللاواعي (اصبر على الدنيا وجور المقادير*** واحذر بنفسك لا تبين خفاها ).
قد تستطيع الزوجة الصبر والتحمل ولكني أعتقد ولا أقدم فتوى بأن الرجل يأثم بما يسببه لزوجته من ألم نفسي بتلك الرائحة المزعجة والمقززة والتي تعكر مزاجها كلما تذكرتها أو شعرت بها.
أعتقد أنه من الأسهل على كل مدخن التوقف عن التدخين واتخاذ القرار الحكيم الصائب وجعل هذه السيجارة جزء من الماضي لتحقيق رضا الله عز وجل أولاً ومحافظة على صحته ثانياً واستجابة لصرخات زوجته وشريكة حياته وتوأم روحه وملهمته في هذه الدنيا ومرافقته بإذن الله في الفردوس الأعلى من الجنة.
أيها الشاب الذي يوسوس لك الشيطان ويردد ويقول لك ( اشرب ياللا ) احذر كل الحذر وتعلم من أخطاء غيرك واستفد من تجاربهم ولا تدخل في معمعة التدخين والشيشه (والبراطم المفلطحة ) وتذكر عواقبها الوخيمة. حافظ على أذكار الصباح والمساء واطلب من الله سبحانه وتعالى أن يحفظك من كل مكروه وأن يحقق لك معالي الأمور وتذكر قول الشاعر
( كل الطيور تطير لكن يا ويلااااه *** الحُر حُر والحديا حديا )
أيها المدخن.. إما زوجتك أو التدخين!
(1)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6381840.htm
التعليقات 2
2 pings
ابو عاصم
20/12/2017 في 6:33 م[3] رابط التعليق
مقال يستحق التقدير
(0)
(0)
فوز سلامة
20/12/2017 في 8:58 م[3] رابط التعليق
إذا كان المصنع للتدخين كتب تحذيره عليه وأشار إلى مخاطرة فأي عقل سنخاطب بعدها …نعم أيها المدخن الأغلبية تتقزز وتنفر منك وعذرا بحجم السماء نحن نقدر أن هذا ابتلاء لك ولكن ليس بالضرورة أن تضر به الآخرين طالما أنك مقتنع أنه مجال تنفيس …أرجوك لاتهزمك سجارة تقبلها بيك ….
(0)
(0)