( الأقشر ) في مجتمعنا السعودي هو الذي يراك اتجهت لأمر ما ولا مجال للتراجع عنه ثم يشعرك بأنك قد ارتكبت أم الكبائر !!
الأقشر ينتقد ثوبك ونوع شماغك وجوالك وشكل عيونك وارتفاع أنفك وشعر حواجبك وكل اختياراتك، مهمته في الحياة تقييم ما لا يخصه والتثريب على الآخرين. يعشق رؤية الآخر وهو يتحسر على اختياره، الأقشر متخصص في تشويه كل قراراتك ويريد أن يلغي حقك كإنسان في أن يكون لك مزاج وذوق واختيار يتناسب معك.
إليك بعضاً من مواقف الأقشر والسيدة ( قشراء ):
١- تشتري سيارتك وتفرح بها وتحمد الله عليها ثم يقابلك ويقول ( ليتك اشتريت النوع الفلاني الذي يناسبه هو !! أو اخترت اللون الذي يتناسب مع ذوقه!!).
٢- تلتحق بتخصص جامعي ويقابلك بعد مرور عامين من التحاقك ويقول ( الله يعينك والله الفرص الوظيفية قليلة لهذا التخصص!! وكأن الرزق بيده).
٣- تسافر مع أسرتك لإحدى المدن السعودية لقضاء إجازة تستمتع فيها مع أولادك وعند عودتك يقابلك ( وش ذَا الاختيار!! الناس في أوروبا وشرق آسيا وأنت ....).
٤- تقضي إجازتك خارج السعودية مع أبنائك وعند عودتك يسألك عن إجازتك ويقول ( خارج المملكة مشاكل وغلاء وكان اختيارك غير موفق !! ) لم يعجبه داخل السعودية ولا خارجها!!
٥- تلتحق بوظيفة في القطاع الخاص فيهز رأسه ويقول اختيار غير مناسب ويبدأ في سرد سلبيات في ذهنه تخالف الواقع.
٦- تدخل منزلك الجديد وتتوقع من الجميع أن يباركون لك ويدعون الله لك بالسعادة الدائمة ولكن السيد أقشر والسيدة قشراء تبدأ ملاحظاتهم المزعجة منذ دخولهم فينتقدون الحي وموقعه على الخريطة والشوارع المحيطة بمنزلك وشكل الرصيف وكأنك رئيس البلدية ثم تبدأ الانتقادات الداخلية على لون الرخام وارتفاع السقف والأثاث وموقع المجلس وباب المقلط وألوان السجاد ودواليب المطبخ !! حتى شكل ( كرسي دورة المياه ) أعزكم الله ناله بعض النقد والتشكيك في جودته!! وربما يتطور الأمر ليصل الشتم الغير مباشر لجنسية العاملة المنزلية!!
٧- تذهب السيدة للمشغل النسائي وتعمل قصة ناسبتها لشعرها وقد تصبغه بطريقة تحقق لها السعادة فتقابلها السيدة قشراء ( وش ذَا اللون الشين !! والتسريحة القديمة!!)
السيد أقشر والسيدة قشراء تستطيع معرفتهم في المجتمع وتأثيراتهم السلبية واضحة، وإزعاجهم على من حولهم يعاني منه الكثير خصوصا الذين لا يملكون تأكيد عالي للذات ولا يوجد لديهم القدرة أن يسكتوهم بعبارة ( هذا اختياري وهذا ما يناسبني وأنا مقتنع فيه ).
مهم أن يرتقي الانسان بفكره ومنهجه في تعامله مع الناس وأن لا يكون سببا في تعاستهم أو ادخال النكد إلى حياتهم بملاحظات وانتقادات سببها إما الحماقة أو الحسد والغيرة.
للأسف أن كل منا لديه أقشر صغير بداخله والواجب علينا التخلص منه والتخلص من إزعاجه.