في مكة المكرمة سيدة الأماكن، وفي جوار حرمها الآمن وفي شهر رمضان سيد الشهور ، وفي عشرة الأواخر دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أيده الله، إلى قمم ثلاث: خليجية وعربية وإسلامية، دعوة حكيم، يعلم أن قدره وقدر الوطن العظيم الذي يقوده: هوقدر الكبار الأخيار، الذين جعلهم الله تعالى في الأرض شموشا، تتجدد بهم الحياة، وتنبسط بهم الآفاق، وتجلى بهم الظلمات، وقد كان من حكمة خادم الحرمين الشريفين أن كساهذه القمم الثلاث شرف الزمان والمكان، وجمع إخوانه قادة الدول الخليجية والعربية والإسلامية في جوار الكعبة المشرفة، أعظم رموز الاتحاد ،متطلعًا إلى وحدة قلوبهم، وتحقيق آمال شعوبهم، بلم الشمل وتوحيد الرؤية، من خلال الانعتاق من ضيق الحزبية والمذهبية والفئوية إلى سعة المشترك دينا ولسانًا ومستقبل، في مرحلةٍ من أشد مراحل تاريخ العرب والمسلمين خطورة وحساسية. بل هي مخاطر، تواجه الحضارة الإنسانية في غياب العقل والحكمة. ولأن الخطر عظيم كان لا بد للمملكة العربية السعودية، كعادة الكبار وبشراكة الأخيار أن تقوم بمسؤوليتها التاريخية فكانت القمم الثلاث في ظل شهر كريم، وحرم آمن، وملك حكيم، لسان حال أقواله وأفعاله وتاريخه وسياسته: (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب ).
تركي بن طلال بن عبدالعزيز
أمير منطقة عسير