رغم انتشار الوباء والذعر الذي أصاب الناس وطلب المكوث في المنزل بغية اتقاء الإصابة أو مخالطة المصابين، وهذا الجو العام الذي سيطر على العالم
إلا أن هناك وجهًا أخرًا يطل علينا غفلنا عنه فترة طويلة، ولم نلقي له بالًا ولم نأخذه يومًا على محمل الجد، مع أن تعلمه أمر في غاية السهولة وتطبيقه أسهل أيضًا إلا وهو التقنية الحديثة، وماتقدمه من خدمات لنا وتختصر المسافات والأوقات، وتمنح الفرد خدمات جليلة في غضون ثواني وتفك من الزحام وانتشار الأمراض، ولكن الكسل والتقليدية وتضخيم مخاطر التقنية يوقف العقل عن العطاء وحل المشكلات المتوقعة جراء استخدام التقنية، فأصبح هناك فجوة تُعد خطرًا حقيقيًا بين جيلين، جيل اعتاد الورقية وسلك نهج التحذير والمخاطر المترتبة على ذلك، ففقد التهيئة الصحيحة لتناول هذه النعمة الكبيرة التي بين أيدينا، وجيل فقد الارتباط بلآخر فعاش في معزل عن من حوله وابتعد وباعد الخُطى وتناسى أن هناك مخاطر لكل شيء أفرط في استخدامه، فنكب على التقنية وأساء استخدامها بما لم توجد له، وفي ضوء ما تقدم يتبادر إلى الأذهان بعض تساؤلات: لماذا الخوف إن كان الخطر واحد، ولماذا كل هذا القلق إن كان النفع أكبر !!!
إن مايحدث اليوم من عزل اجتماعي يطرح تساؤلاً مهمًا : هل نحن فعلًا على قدر عالي من القدرة على التعامل مع التقنية بالشكل الصحيح والذي يضمن للمستخدم تفادي الوقوع في مخاطرها وتحقيق الاستفادة الكبرى منها كما في المدارس الافتراضية والمنصات التعليمية المتاحة الأن بين يد الطلبة؟!
هل فعلًا نحن أمام جيل قادر ومتمكن من بناء مستقبله في ظل هذه التقنية بالشكل الصحيح والقوي لأن التقنية تعد كنزًا حقيقيًا في جميع المجالات بلا منازع، هل فعلًا لدينا أمية تقنية تجتاح المؤسسات التعليمية؟
على المؤسسات التعليمية أن تلتفت لهذا الجانب، وتدرك ما فات أبتداءً من الصفوف الأولى حتى ننشئ جيلًا أكثر ثقافة ووعيًا وإدراكًا في تناوله التقنية بما يضمن تحقيق الأهداف وجني الفائدة.
وختامًا أرجو أن لا يكون النداء لها مجرد تنظير دون تطبيق ودون معرفة وتمكُن.