بداية أسأل الله أن يبعد عنا هذا الوباء وعن جميع العالم عامة وعن بلادنا وبلاد المسلمين خاصة.
خلال فترة العزل تخوفاً من كورونا بدأت بجمع أوراقي وإعادة صف أولوياتي واستدراك ما تم فهمه:
اتضح لي أن الوطن بعزلته عن العالم حياة وأن وباء العولمة قد يودي بنا في أي لحظة إلى التهلكة.
اتضح لي أن الهياط والبذخ ما هو إلا نتاج الرفاهية الزائدة.
اتضح لي أن حفلات الزواجات وغيرها ما هي إلا هدر للاقتصاد والموارد.
اتضح لي أنه من الممكن استبدال أغلب المحلات التجارية بالعمل داخل البيت مع توفر عدة بسيطة.
اتضح لي أن مناورات حفلات تخرج المدارس في كل المراحل ما هي إلا مصاريف وأحداث فوق البيعة ما أنزل الله بها من سلطان.
اتضح لي أن إقامة مخيمات العزاء لم تكن إلا عبء على أهل العزاء.
اتضح لي أن السفر خارج البلاد لغرض النقاهة ليس بالضروري نقاهة وإنما قد يكون مرضاً مؤكداً.
اتضح لي أن تقييم الشعب لقياداتها يكون وقت الشدة وليس وقت الرخاء.
اتضح لي أن قوة القيادة تكمن في خوفها على شعبها ومن ثم اقتصادها وليس العكس.
اتضح لي أن بيننا خونة عصوا الله ورسوله وأولي الأمر.
اتضح لي أن من الناس من يريد أن يلقي بغيره إلى التهلكة بحجة قناعته بعدم المرض وتجنب العزلة.
اتضح لي أن حمسة القهوة وطحنها في البيت ومن ثم طبخها وشربها أفضل وألذ من أي كافي مشهور.
اتضح لي أن من أهم صفات الزوجة هو الدين والخلق والنظافة وحسن التربية ومن ثم الطبخ.
اتضح لي أنه بالإمكان الاعتماد على أطفالي في أعمال البيت من تنظيف وطبخ بدلاً من الخروج الغير ضروري من البيت.
اتضح لي أن العمل يمكن أن يستمر بتحديد الأهداف والاستراتيجيات اللازمة ومن ثم المتابعة بدون انعقاد اجتماعات مطولة.
اتضح لي أن من الموظفين من يمكن الاستغناء عنه.
اتضح لي أن التواصل الافتراضي يمكن أن يؤدي الغرض بدلاً من تكبد عناء السفر ومصاريفه.
فهمت قول الله تعالى "قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا". وأدركت أن الهلع يصيب من لا يؤمن بها.
اتضح لي أن قوة البلد ليست فقط بالسلاح والاقتصاد وإنما بإيمانها ولحمة شعبها وجاهزيتها للحالات الطارئة.
فهمت معنى "النظافة من الإيمان"
فهمت أن الصلاة في بيوت الله عمارُ ونعمة لا يوازيها نعمة. "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر"
فهمت أن إحساسي ورؤيتي بالطائفين والمعتمرين حول الكعبة إنما هو الأمن بعينه.
﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا ﴾
اتضح لي أن مجتمعي ورجال أعماله فيهم من الخير ما الله به عليم في مشاركة الدولة حفظها الله في استقرار البنية التحتية والمستلزمات الطبية تطوعاً وليس اكراهاً.
فهمت معنى" الصحة تاج على رؤوس الأصحاء"
فهمت معنى أن من أصبح منكم آمناً في سربه معافا في بدنه أو جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها.
من هنا اتضح لي وجوب تعزيز المحتوى المحلي ليصل إلى مستوى يضمن حياةً مستمرةً واقتصاداً جيداً.
الآن وبعد فهمي لكل هذه الحقائق هل من الممكن أن يستمر هذا الفهم والعمل على تطبيق مقتضاه بعد كورونا؟
م. سعيد جابر آل فايع
الرئيس التنفيذي لشركة غاز الشرق
التعليقات 6
6 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
حجي متعب
26/03/2020 في 11:51 م[3] رابط التعليق
شكرا م. سعيد
مقال رائع وكلام عميق استمتعت بقرائته
ولا غرابة فأنت من عائلة علم وفكر وعراقة وقدمتم الكثير للوطن فشكرا لك
(0)
(3)
محمد القرني
31/03/2020 في 12:09 ص[3] رابط التعليق
كلام جميل جدا
(0)
(1)
انور
31/03/2020 في 1:56 ص[3] رابط التعليق
ما شاء الله يابو فيصل مقال يسطر بماء الذهب لا فُض فوك فقد ابدعت وتميزت بارك الله فيك وكثر الله من امثالك ..
جارك وأخوك / أبو مازن
(0)
(1)
محمد الشهراني
31/03/2020 في 1:49 م[3] رابط التعليق
إبدااااااااااااااع بارك الله فيك اوجزت ووضعت النقاط على الحروف واختصرت كل معاناة القرون الماضيه في هذا المقال
(0)
(1)
فيصل مبارك البطاطي
27/05/2020 في 3:53 ص[3] رابط التعليق
كلام يثلج الصدر ويصل القلب بدون تكلف لانه واقعي ولا يأتي الا من حقائق وواقع لمسه الجميع في المحنه والجائحة التي اصابت كل العالم وكل بيت دون استثناء جزاك الله خير يا ابا فيصل وعلى ثقافتك وشفلفيتك التى وصلت كل العقول قبل القلوب وصح لسانك وكل عام انت والوطن لخير وأمان ودمتم اخوك/ فيصل مبارك البطاطي
(0)
(1)
احمد
10/06/2021 في 1:23 ص[3] رابط التعليق
مقال جميل
(0)
(0)