( حب الشهرة أعلى مراتب التفاهة)
مقولة تكاد تكون الأصدق والأقرب لحال التافهون الذين يعيشون بيننا .
التافه لا قيمة له يردّد ما يسمع بلا وعي ولا إدراك، يعتقد أن ارتفاع الصوت أو جمال الشكل مقومات للتميز !!
وما علم أن الجمال بلا عقل خواء، وصوت مرتفع بلا حق جعجعة لا طحين يرجى منها..
التافهون يتصدّرون المشهد في كل مكان بحثا عن شهرة مؤقتة، فالناس لم تكن ولن تكن غائبة الوعي أو مغفلة لتطيل النظر أو الاستماع لخزعبلات وهرطقات لا خير فيها..
التافهون يحفظون ولا يفهمون، تراهم يتحدثون في كل شي ولا يفقهون ما يقولون، هم فقط يعشقون وميض الفلاشات ويستميتون لانتزاع متابعة لحساباتهم!!
التافهون حين تراهم تتمنى لو أنك لم تقابلهم ولم يجمعك بهم مجلس أو لقاء حين ينكشف غطائهم عن سذاجة في الفهم وضحالة في الفكر!!
من سمات التافه الانتهازية والقفز على أكتاف الآخر والتطفل على كل شيء فقد اعتاد على التسلق معتمدا على سخفه ودنائته..
التافه حتى وإن كان يحمل شهادة عُليا فهذه
لا تمنحه ثقلا أو وقارًا ! بل قد تزيده إسرافا في صفاقته وتفاهته فتراه يحتقر الناس ويراهم من برجه العاجي الهش، ويعتقد أن شهادته جواز سفر للمرور عبر الممنوع والمحظور فلا شيء يراه أمام حماقته وبذاءة لسانه..
ابتلينا بالتافهين في كل مكان حتى وصل الأمر إلى وسائل التواصل الاجتماعي والتي تعج بالكثير منهم ذكورًا وإناثًا فما تكاد تفتح أحد هذه الوسائل حتى تطلّ لك تافهه تسوق لمنتج سيء وتبدأ في اجترار حبل أكاذيبها وأنها تستخدم هذا المنتج وتوصي به و و و.... وتستعرض أدواتها وملامحها الموغلة في البشاعة لتقنعنا أن سرّ جمالها ( الأخاذ والفاتن ) هذا المنتج وهي تدرك أنها تكذب ولا تدرك أننا نعلم أنها تكذب!!
كما يأتي أحد التافهين فينبري للحديث عن القيم والسلوك الحسن ومايجب وما لا يجب ويصنع من نفسه أستاذا جهبذا في الأخلاق ومكارمها ثم نجده يسقط سقوطا مدويّا في وحل السلوك المشين ويلطّخ ما تبقى من مصداقيته عند السفهاء من متابعيه!!
التافهون يتكاثرون بشكل عجيب ولعل السبب في سرعة انتشارهم تقبل بعض الناس لهم وتلقفهم كل ما يضخونه لهم دون فلتر أو تمحيص!!
من هنا يجب على العقلاء فينا كشف هؤلاء والتحذير منهم خاصة الفئة المستهدفة لأكاذيبهم وترّهاتهم فئة الناشئة والشباب فنحن حين نغضّ الطرف عنهم فإننا بلا شك نساعد على استمرارهم وانتشارهم وتقليدهم.
وأخيرا وكما قيل
فضلا لا تجعلوا من الحمقى والتافهين مشاهير .