كثيرةُ هي تلك السنوات التي قضيناها معاً تحت سقف بيت واحد..
وكلما انهار سقف أعدت بِنائه من جديد..
كثيرة هي تلك المواقف التي تصدّع فيها السقف مرات ومرات..
كثيرة هي تلك الأزمات التي عصفت بقوة السقف وأرادت إسقاطه..
ابتداءً من أول سنة زواج ومع تتابع السنوات..
كثيراً مانسمع أن العشرة الطويلة تزيد عمر العلاقات وتجعلها أكثر انسجامًا ووئامًا..
كثيراً مانسمع أن العشرة الطويلة تجعل من العلاقات أكثر قرباً وتفاهماً..
كثيراً مانسمع أن العشرة الطويلة تدوم بالتغافل وتقوى بالتغاضي..
لكن لم نسمع أن السقف قد ينهار إذا لم يجد جدرانًا صلبة تسنده ..
لم نسمع أن السقف مهما بلغ ارتفاعه وتفنن البناؤون في تشييده وتعتيقه وهندسته وصلابته!!
سوف يسقط إن لم يجد أعمدة قوية تحمله ..
هذا هو مافعلته بقلبي !!
ازدادت العشرة كماً لكنها فشلت كيفاً..
العشرة التي جعلت منها أرقامًا تضاف إلى عدد السنوات ولم تُفلح واقعاً..
العشرة التي لم تزدد صلابة وقوة وثقة وحباً واهتماماً مع كثرتها..
هكذا قالتها وهي تغادر بيتها الذي تحملت برودة جدرانه وانهيار أسقفه وتباعد ساكنيه..
ودعت العشرة كما سماها !!
وهو يستدر عاطفتها ويحاول منعها من الرحيل..
هل "نسيتِ العشرة"؟
العشرة التي كانت تعني له رقماً و لكنها كانت تعني لها الوجود والكيان والاحترام ..
العشرة التي جعل منها أرقامًا خالية من مضامينها في سيرورة الحياة الجميلة فكانت بلاقيمة ..
الأنثى حين تتجاوز الإهمال مرات ومرات ليس غباء..
وحين تسامح لايعني أنها ملاك..
وحين تمنحك الفرصة تلو الأخرى ليس لأنها عاجزة عن اتخاذ قرار..
وحين تصمت لايعني أنها راضية..
الأنثى هنا أرادت أن تعلمك درسًا في الحياة ربما لن تنساه ..
إن الأنثى قادرة أن تتجاوز المواقف والأزمات والصدمات والويلات بل والحماقات التي ارتكبتها في حقها حين تكون قادرة على نسيانها..
قبل الوداع:
لا تزال تلك الطفلة مختبئة في داخلي عن عالم سيئ ساد فيه الإهمال لا تجد لها متسعًا.
بقلم : فاطمة الجباري
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
ام دانه
17/06/2020 في 6:36 ص[3] رابط التعليق
الحب أن أجدك دون أن أضطر للنداء
تأتي قبل أن ألوح
الحب أن يسبق سؤالك دمعي وصوتك حاجتي❤️
حقاً لابد ان يكون هذا نتاج العشرة
(0)
(0)
صالحة العقيلي
25/06/2020 في 6:11 م[3] رابط التعليق
العشرة المزعومة كانت تمر ثقلاً ..وليس حباً
حاولت أن تحمل السقف بكل قواها ولكن لابد من لحظة انهيار..
سلمت أناملك ..تصوير اللحظات جميل جعلنا نعيش معك في أرجاءها ❤
(0)
(0)
هدى خليل الطويلعي
19/06/2020 في 11:22 ص[3] رابط التعليق
كلمات تعصف بتباريح القلب ….وتجلجل سكون الوجدان ..دائما وأبدا قلم من ذهب… حبي وتقديري
(0)
(0)
صالحه ادريس
20/06/2020 في 9:04 ص[3] رابط التعليق
كلام من الاعماق
تسلم يمينك
وستظل الأنثى هي الأقوى
(0)
(0)