أَنْثَنَى
وقف بتصرفاته وحيداً، خالف كل من حوله، يعتقد بأن وقفته شموخ وعز وهيبة، استدرك عمره وتراجع عن غيّه، جذبته العروق الأصيلة، وأعادته إلى من حوله مجدداً، هنا نقول "أَنْثَنَى".
أَشْعَثْ رَاسْ
لم يهتم بشعر رأسه، فكثر غباره، وتفرق شمل شعره، شيء متلبد وشيء منفوش، إلا أنه ليس بمجنون فيعذر على تصرفه، وليس بعاقل فيهتم بنفسه، وهكذا حال بعض الناس حتى ولو لبس أحسن الثياب وستر رأسه بشماغ فاخر، فلم يلحظ أحد شكل ولون راسه، إلا أن معنى المثل ينطبق عليه، ففيه خلة في العقل ولم يصل إلى مرحلة الجنون، إلا أنه يبقى "أشعث راس".
تَحَلْطَمْ
نوع من الانكسار يصيب المرء، كأن مجاديفه تحطمت، أصابه الإحباط وهبوط في الهمم وكل معاني الخذلان رسمت على محياه، تحطم كلياً وقد تكون تلحطم ابنة تحطم.
اِلْهَنِنْذَا
ارتبك الشاب وهو يبحث عن المقص، لقد قال له جده، عطني المقص من اِلْهَنِنْذَا، ولم ينقذه من الموقف إلا فاعلة خير، لا أحد يلوم الجد فهو لم يتذكر اسم "الكومدينه".
نزل الكهل من سيارته بعد جهد جهيد، وأخذ ينادي على العامل: أنت يا هَنِنْذَا!!، كهل معذور فاسم العامل بيهاتش ساندرا.
كلها كوم والكوم الآخر عندما يقول أحدهم: أعطني اِلْهَنِنْذَا من تحت اِلْهَنِنْذَا، أو عندما يدخل الصيدلية متكئاً على عصاه وبالكاد يرى من حوله، ويقول: عطني اِلْهَنِنْذَا حق اِلْهَنِنْذَا اللي أنت خابر.
مْوَرِّمْ
الأورام متنوعة لكن هذا المخلوق لا يعاني من ورم موضعي معيَّن، بل تورّم عام، نفخه إبليس حتى أصبح منتفخاً كالبالون، يدخل المجلس فيزيد تورماً، كأن الحضور له أعداء وكأنه ممنوع من الكلام، ابتسامته غائبه، وصدره يحشرج من الغل على لا شيء، لو اجتمع أطباء العالم فلن يجدوا له علاج أفضل من التجاهل حتى يسكن ويهمد.
مْخَزُوْمْ
يخرم أنف الدابة بين فتحتي الأنف ويشك فيها بحبل أو نحوه، هنا أصبحت الدابة مْخَزُوْمْهْ والحبل هو الخزام الذي تقاد وتوجه به. إلا أن هذا الرجل لم يخرم أنفه ولم يوضع فيه خزام، ولكن أجبر مكرهاً على الرضوخ وأرغم على تنفيذ كل ما يطلب منه. كان لنا ثور كبر جبل أم القصص إلا قليلاً، وبفضل هذا الخزام أصبح مثل الخاتم في الإصبع، وفي العصور المتأخرة ظهر أفضل خزام من ماركة فيرزاتشي وهو ما تمسك به المرأة زوجها فتسيره كيفما تشاء، هنا يتجلى معنى مْخَزُوْمْ.
جعلنا الله وإياكم ممن لا "نتلحطم" وأن يبعدنا عن "شعثان" الرؤوس، وأن يجعلنا ممن ينثي للحق والصواب، وأن يجنبنا "الهننذا"، وأن يخلي مجالسنا من المتورمين، وأن يجعل خزامنا وإن كان ولابد في يد ناعمة تخاف الله.
موروثنا الشعبي مليء بالمفردات والتعابير والأمثال والكنايات التي تراكمت على مر الأزمان، تشخص حياة الأجيال الاجتماعية وبحاجة لمن ينبش خوافيه، ويغوص في أعماقه، وينير غياهبه.
التعليقات 1
1 pings
محمد الجـــــــابري
17/07/2020 في 1:44 ص[3] رابط التعليق
موروث جميل ورائع والأروع سردك الجميل باسلوب قصصي شيق،
الا ان “الثور” عجيب حجمه ربما انه كان مدللا ولم يقرن بالمضمده.
تحيااتي ابا ياسر
(0)
(0)