المعلّمُ صاحب أنبل رسالةٍ وأشرف مهنة، وهو الذي يُساعد في تحرير الأمة من الجهل والتخلف إلى العلم والتقدم والمعلم يُخرجُ الناسَ من ظلامِ الجهل إلى نورِ العلم، وهو الذي يُعلّمُهم أبجديّات القراءة والكتابة، و يُربّي الأجيال ويُنشئُ العقول، فالمعلّم هو سبب تقدّم الأمم لأنّه ينشر العلم والثقافة والمعرفة، وبه تنال الأمم خيرًا كثيرًا، ولا يمكن لأي شعبٍ أو أمه أن يُدركوا التطوّر إن لم يكن وجود المعلم فيهم أساسيًّا، وإن لم ينل التقدير المناسب والتكريم الذي يستحقّ، ولهذا فإنّ العالم كلّه عرف قيمة ومكانة المعلّم، وجعلوا له يومًا مخصصًا للاحتفال فيه وتكريمه، وهو يوم المعلّم والذي يصادف هذا العام الثامن عشر من شهر صفر لعام 1442هـ.
إنّ مَهمة المعلّم لا تقتصر على التعليم النظريّ فحسب، بل مهمته تتعدى إلى أن يُشجع الطلبة على الإقبال على دروسهم وإعطائهم الدافع المعنوي للدراسة، وتعميق حبّ العلم في نفوسهم، ودعمهم معنويًا وزيادة ثقتهم بأنفسهم، ورفع درجة الوعي لديهم، وإعدادهم ليكونوا قادة المستقبل الواعي، للحصول على مستوى معيشة أفضل، لأنّ المعلم يُدرك جيدًا أنّ إعدادَ جيل اليوم هو في الحقيقة إعدادٌ للمستقبل، كما يستطيع أن يُوجه عقول طلابه إلى الوجهة التي يُريدها ويُحبّب إليهم العلم كما يُشجّعهم على التفكير النقديّ البناء، والنظر الى المستقبل نظرة مشرقة وحالمة مليئة بالخير والنفع والتفاءل والسعادة ،في يوم المعلّم تقفُ الكلمات حائرة مكتوفة الأيدي، فلا شيء يُمكن أن يُعبّر عن امتنان الطالب لمعلمه، لكن تبقى مساحة التكريم مفتوحة بالدعاء الدائم للمعلّم بأن يحفظه الله ويجازيه بالخير، وبتقديم كل الاحترام والدعم له ومنحه حقوقه التي يستحقّها، لأنّ جميعَ الدول المتقدمة والمجتمعات الراقية تنظر إلى المعلّم بأنّه في أعلى الرتب، فمهنة المعلم ليست مجرّد مهنة عاديّة، بل هي إعدادٌ للأجيال والمجتمعات، وتأسيسٌ للعقول البشرية، لذلك فإنّ مسؤولية الأفكار التي يتبناها أبناء المجتمع تقع بشكلٍ أساسي على عاتق المعلم، فهو مربٍ وصانع أجيال ويستحق أن يكون كل يومٍ يوماً للاحتفال به ، أيها المعلم منك نتعلم جميعا أن للنجاح أسرار ومنك تعلمنا أن الأفكار الملهمة تحتاج إلى من يغرسها بعقول وأذهان أبناءنا وما أجمل العيش بين أناس احتضنوا العلم وعشقوا الحياة وتغلبوا على مصاعب العلم، فلك الشكر على جهودك القيمة وكل تقديرنا على جهودك المضنية وعطاءك اللامحدود ودعواتنا لكل المعلمين والمعلمات بالتوفيق والسداد والأجر والمثوبة من رب الأرض والسماوات.
بقلم: سعد الحزيمي
مدير مركز تدريب القيادات التربوية بالرياض
التعليقات 21
21 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
أحمد
04/10/2020 في 11:46 ص[3] رابط التعليق
مقال رائع.. ويشكر الأستاذ سعد على هذا الثناء والشكر للمعلمين وهم يستحقون منا اكثر من ذلك.
(0)
(0)
نواف بن سفر العتيبي
04/10/2020 في 11:53 ص[3] رابط التعليق
مقال ممتاز من شخصية تعليمية وكفاءة إدارية نشهد له بالتميز .وموفق
(0)
(1)
أبوعبدالله
04/10/2020 في 12:04 م[3] رابط التعليق
رائع جدا مقال جميل ومفيد
(0)
(0)
عبدالمجيد
04/10/2020 في 12:18 م[3] رابط التعليق
صدقت أستاذي الكريم.. مهنة التعليم ليس عادية بل استثنائية بحق، كتبت.. فأجدت.. فأبدعت .. موفق كعادتك.
(0)
(0)
عبدالرحمن جابر الحبابي
04/10/2020 في 12:26 م[3] رابط التعليق
كل الثناء والتقدير بعدد قطرات المطر، وألوان الزهر، وشذى العطرعلى جهودك الثمينة والقيمة.
(0)
(0)
عبدالله الجبرين
04/10/2020 في 12:32 م[3] رابط التعليق
مقال جميل ورائع بجمال كاتبه كنت ولا زلت خير من يدعم العلم والمعلمين
(0)
(0)
احمد الشعوان
04/10/2020 في 12:35 م[3] رابط التعليق
أحسنت استاذ سعد كلام مختصر وشامل وهذا ليس بغريب على قامه تربويه اعلاميه مثلك في التعليم وغيره بارك الله في جهدك
(0)
(0)
عبدالعزيز العمرو
04/10/2020 في 12:40 م[3] رابط التعليق
“إنّ مَهمة المعلّم لا تقتصر على التعليم النظريّ فحسب، بل مهمته تتعدى إلى أن يُشجع الطلبة على الإقبال على دروسهم وإعطائهم الدافع المعنوي للدراسة”.
الف شكر استاذ سعد على الطرح الجميل، كلنا بحاجة لإدراك معنى الأمانة ومفهوم المهمة وتعزيز الهمة .
(0)
(0)
بخيت الروقي
04/10/2020 في 12:42 م[3] رابط التعليق
يعطيك العافية يا أستاذ سعد على المقال الجميل وأنت قامة تربوية وإدارية مبدعة ، كنت ولا زلت أتعلم منك الكثير فكل عبارات الشكر والامتنان لاتوفيك حقك .
(0)
(0)
علي اليامي
04/10/2020 في 12:44 م[3] رابط التعليق
مقال جميل من قامه تعليميه كبيره
(0)
(0)
محمد البحيري
04/10/2020 في 12:47 م[3] رابط التعليق
كلمات وفاء وصدق للمعلم في يومه العالمي وابراز اهمية دوره وقيمته في رقي المجتمعات. وبمثل هذه الدرر من الكلمات تحترم الامم معلميها وترتقي الاجيال بعلمها . فشكرا استاذنا الفاضل سعد الحزيمي على هذا الوفاء.
(0)
(0)
فهد مصلح العتيبي
04/10/2020 في 12:57 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك أستاذ سعد .. وأنت أحد القامات التربوية الموفقة وأصحاب الرسالة السامية .
(0)
(0)
نواف عبيد
04/10/2020 في 1:30 م[3] رابط التعليق
كتبت فأبدعت. انجزت واختصرت مقال في الصميم فيه من التحفيز والإشادة فشكرا لك ونتمى لكم دوام التوفيق والنجاح
(0)
(0)
جمال الشمري
04/10/2020 في 1:40 م[3] رابط التعليق
شكرًا بحجم السماء، على هذه الكلمات الرائعة، هناك نجوم في حياتنا تتلألأ نشعر بالسعادة عندما تظهر، وأنت نجمنا الذي يضئ لنا حياتنا. شكرًا أستاذي ومعلمي الأستاذ المبدع والمتألق: سعد الحزيمي.
(0)
(0)
أ.عايض مسفر القحطاني
04/10/2020 في 4:03 م[3] رابط التعليق
كل الشكر و العرفان لك اباعبدالعزيز ، منذ ان عملنا معك فترة الايفاد الخارجي و انت مثالٌ يحتذى به في الميدان التربوي و ها أنت تبرز دور المعلم و المعلمة كونك احد الرموز القيادية في ميدان التعليم ، نفع الله بقلمك و رأيك و وفقنا الله و اياك لكل خير .
(0)
(0)
نايف آل فرحان
04/10/2020 في 4:46 م[3] رابط التعليق
أ. سعد من القامات التربوية التي يشار لها بالبنان، صاحب قلم مبدع يبعث الطاقة الإجابية كالعادة دائماً، فكل الشكر لك على ما كتبته عن المعلم على تميزه في العطاء وتفانيه الدائم في التربية والتعليم.
بُوركت أينما كنت، وجُزيت خيراً.
(0)
(0)
نايف الفرحان
04/10/2020 في 4:51 م[3] رابط التعليق
أ. سعد من القامات التربوية التي يشار لها بالبنان، صاحب قلم مبدع يبعث الطاقة الإجابية كالعادة دائماً، فكل الشكر لك على ما كتبته عن المعلم على تميزه في العطاء وتفانيه الدائم في التربية والتعليم.
بُوركت أينما كنت، وجُزيت خيراً.
(0)
(0)
مانع الملحم
05/10/2020 في 1:30 ص[3] رابط التعليق
شكراً لك أستاذنا و مدربنا و قدوتنا كلماتك محفزة ، وتسعد قلوبنا ، وتسمو بنا الى العلا .
(0)
(0)
عبدالعزيز
05/10/2020 في 8:41 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خيراً وتشكر على ما قدمت
(0)
(0)
عبدالسلام الرشيدي
05/10/2020 في 7:01 م[3] رابط التعليق
مقال رائع جداً الاستاذ سعد من افضل الاساتذة اللذي تعاملت معهم أخلاقاً وتعامل دائماً مبدع بكل مجال يكون فيه ماشاءالله اتعبره قدوتي وقائدي اتمنى له التوفيق اين ماحل وارتحل
(0)
(0)
ناصر بن علي
06/10/2020 في 4:28 م[3] رابط التعليق
مقال رائع من الزميل والصديق الوفي والغالي على قلبي أبو عبدالعزيز
صاحب القلم المبدع والبيان الساحر والهمة العالية؛ شهادتي فيك مجروحة.
أتمنى أن تستمر في طرح المقالات التربوية والتعليمية في صحيفة الرأي.
(0)
(0)