يُعد التقاط الصور ومقاطع الفيديو أهم مايتصدر مواقع التواصل الاجتماعي، بل و الأكثر استخدام، ولو وقفنا على هذا البرامج نجدها تتيح إمكانية نشر لقطات صغيرة يومية، تنقل لنا تفاصيل صغيرة جدًا عن حياة الأشخاص، وعن تفاصيلهم التي يرغبون بمشاركة الناس إياها.
فينقل لنا صور وفيديوهات بشكل يوم، سواء كانت صور شخصية أو صور لمواقع وزوايا تُشكل في أنفس أصحابها علاقة عميقة، جمالية يرغب بنقلها بعدسته الصغيرة للآخرين.
والمستخدمين لهذا البرامج على فئتين:
فئة لا تبالي في الانفتاح على الجميع ولا تجد مشكلة في قبول الكل من الجنسين، وفتح النقاشات معهم ونقل كل ماتقع عينهم عليه، ولربما جرفهم هوس التصوير إلى تصوير كل جميل وقبيح (باتفاق جميع الأذواق) ، وهذه الفئة لا تحرص أبدًا على الخصوصية ولا تبالي في محضورة الدين ولا القيم الأخلاقية والعادات والتقاليد ولا تبالي أيضًا باقتحام حياة الآخرين واستباح الخصوصية ...الأمر المفجع في دخول هؤلاء البيوت المحافظة، والقلق المصاحب لوجودهم، وكيفية التعامل مع طيشهم وقلة معرفتهم وذوقهم.
في حين إن الفئة الثانية هي فئة المتابع الصامت:
هذه الفئة جيدة جدًا بل ممتازة في المتابعة الدقيقة ولربما انتهاء وقتها كلها في متابعة الغير وتقصي أخبارهم، الكارثة ليست هنا الكارثة في أن هؤلاء لهم تصوير بشكل مخيف ومخفي، حيث أنك تتحدث لأحدهم وبعد دقائق تجد فيديو لك من أحدهم يضع تعليق ساخر وسخيف -يدل على شخصية صاحبه- مرفق مع الفيديو، هذه القراءة السريعة لمستخدمي مواقع التواصل تجعلنا أمام كم هائل من الأسئلة كثيرة، والمطالبة بتنظيم هذه القنوات التي تحتاج تنظيم وقواعد و وأدبيات تُدرس لهذه الأجيال حتى لا نقف أمام جيل طائش يستسهل السخافة والفعل البذيء بكل بساطة، ولعل هذه المواقع كشفت هشاشة المثالية التي تنادي بها المؤسسات التعليمية والاجتماعية، التي طالما سمعنا بها ولم نلمسها على أرض الواقع، مايجري الآن من بعض فئة المراهقين شيء مخيف ومخزي، كيف لا يدرك المستخدم أن لنا دين ينهانا عن الفعل المخزي ، أين التربية الذاتية، أين الخوف من الله، أين رقابة الوالدين، أين الرقي ؟!!!!!!
استبيح في هذا البرامج من القذارة مالم يستباح غيرها.
لن أكون سوداوية النظرة، ولن أعمم في الأحكام؛ لأن هناك فئة أحمد الله أنها تحقق التوازن بل تتفوق على هذا السخف في المحتوى، وتلقي بظلالها الوارف على أرواحنا بجمال مانجد لديها، تجمع بين الجمال وبين الذوق، بين رقي اللحظات وذوق العبارة، بين جمال اللقطات وبين فخامة وبساطة المحتوى.
مواقع التواصل هي عدسة الخارج عليك، من خلالها يمكن أن تُقرأ حياتك بأدق تفاصيلها، ومن خلالها يُكون لك سيرة ذاتية وصورة واقعية عنك وعن تفكيرك.
نؤمن بالاختلاف ونؤمن بتعدد الأذواق وبتعدد الثقافات، لكن نتفق أن للبيوت أسرار ولمسلمين خصوصية وماقد يكون لديك سهل ويندرج تحت" عادي مجرد صورة" قد يكون لدى الغير معيب ومنكر .
أجعل عدستك دليل على رقيك وذوقك، ببساطتها وعفويتها وباحترامها للأخرين، و دليل أيضًا على مدى "انتمائك لدينك ووطنك وعروبتك".
بقلم: عائشة فهد القحطاني
سوء استخدام مواقع التواصل
(0)(1)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6527504.htm