إن صعوبة فقد الأبوين من أصعب ما يمر به الإنسان في هذه الحياة؛ حيث يبقى فقدهما حسرة وانكسارا في القلب، خصوصاً إذا وعى الطفل على الحياة الدنيا، وشاهد آباء وأمهات الأطفال من حوله، ولم يرَ والديه أحدهما أو كليهما، وهذا الشعور لا يشعر به إلا من عايشه، ولذلك اهتم الشرع الحنيف باليتيم اهتماماً بالغاً؛ فحثّ على عدم الإساءة لليتيم، أو أخذ حقه ظلماً، فقال تعالى: ( فأما اليتيم فلا تقهر )، سورة الضحى، الآية ٩ .
وقال تعالى في سورة الماعون: ( أرأيت الذي يكذب بالدين، فذلك الذي يدع اليتيم)؛ " أي الذي يقهر اليتيم، ويظلمه حقه، ولا يطعمه، ولا يحسن إِليه .
والإحسان لليتيم ورعايته من أهم ما يمكن تقديمه له في تخفيف وطأة الحياة عليه، وتعويضه بعض ما افتقده، وسبل الإحسان لليتيم كثيرة جداً، وقد بيّنها ديننا في عدة آيات كريمة وأحاديث شريفة.
ومن خلال عملي كموظف في جمعية آباء لرعاية الأيتام بمنطقة عسير فرع طريب، فقد مرّ عليّ نماذج إنسانية عظيمة من المحسنين للأيتام، ولا استطيع حصرها في هذا المقال، ولكن يكفي أن أذكر أحدها، وهو رجل الأعمال الأستاذ: حسين بن فهد بن جعدة.
هذا الرجل الذي نذر ماله لأيتام طريب، فقد أنفق منذُ افتتاح الفرع قبل أقل من أربع سنوات أكثر من مليون ونصف مليون ريال في كفالة أكثر من مائة يتيمٍ ويتيمة، أعمارهم لم تتجاوز الثامنة عشرة، وكذلك له تبرعات خيرية للأيتام بفرع طريب، مثل: مشروع كسوة الشتاء، والحقيبة المدرسية، والسلة الرمضانية، وغيرها من أعمال الخير التي يقدمها للأيتام وأسرهم، مستشعراً حديث الرسول _ صلى الله عليه وسلم_ الذي رواه سهل بن سعد _ رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى، وفرّج بينهما "
وللأستاذ: حسين بن فهد بن جعده إسهامات خيرية كثيرة في محافظة طريب؛ ولذا فإن فرع آباء طريب لرعاية الأيتام يدعو المحسنين أمثال الأستاذ: حسين بن فهد بن جعدة لعمل وقف خيري يعود ريعه لأيتام طريب وأسرهم.

بقلم/ عائض فهد آل كدم
مدير فرع جمعية آباء لرعاية الأيتام بطريب