في سنة 1945رفض الجندي الياباني هيرو أونودا أن يصدق بأن الحرب العالمية إنتهت وأن الجيش الياباني هزم فقرر الاختباء في الأدغال برفقة إثنين من رفقائه وخوض حرب عصابات. إلا أن عرفت قصته في سنة 1950 حين عاد أحد الجنود اليابانيين الثلاثة إلى بلاده وأخبر بأن جنديين يابانيين آخرين لا يزالان مختبئين بأدغال الفلبين، على اثر ذلك ألقت الطائرات اليابانية منشورات في جزيرة لوبانغ الفلبينية التي كان يختبئ فيها هو ورفيقه الآخر تخبرهما فيها أن الحرب انتهت وأن الجيش الياباني هزم منذ زمن.
وبحلول سنة 1959 أوقفت اليابان والفلبين عمليات البحث عنهما ظننا أنهما قد توفيا حتى عام 1972 بعد بمقتل رفيق أونودا خلال اشتباك مع جنود فلبينيين وبعد ما أرسلت اليابان قائده العسكري السابق من أجل إقناعه بالعودة اقتنع أونودا بالعودة إلى بلاده سنة 1974 وهو ما تم أخيرًا وقرر بعد ذلك الهجرة إلى البرازيل وعمل كمزارع هناك قبل أن يعود لليابان سنة 1984 ويعيش حياة طبيعية حتى وفاته عام 2014.
وفي عصر التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي تتواتر الأخبار و المقاطع و المعارف بكافة صنوفها و مشاربها ويتجلى التحدي بمعيار التبين و التحقق و قبل ذلك التريث قال صلى الله عليه وسلم قال : ( كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع ) فكثير من الأخبار أو بالأصح الشائعات أضرت بالأفراد و المجتمعات بل و بالدول .
وقد يكون ما حصل للجندي الياباني أنودا وهو ما جاء نتيجة تشبعه بالإشاعات والأخبار الكاذبة و هي جزء من الحرب النفسية في زمن الحروب فلم يصدق خبر إنتهاء الحرب هو ورفيقه ودفع رفيقه حياته ثمنا لذلك أما أونودا فدفع ما يقارب ثلاثون عاما من عمره مختبئا وخائفا.
فرحان حسن الشمري
للتواصل مع الكاتب:
e-mail: fhshasn@gmail.com
Twitter: @farhan_939