يقول أحد الحكماء (أن نصف الثقة بالنفس عدم مقارنتها بالآخرين) الاستقلالية الذاتية خارطة واضحة المعالم للشخصية المؤثرة والملهمة التي تؤثر ولا تتأثر إلا بالأفضل والأجود تمتلك مفاتيح خاصة للسمو والتألق دون الرجوع للآخرين لرؤية ما لديهم فهي تشق طريقها بثقة مطلقة، لو تعثرت نهضت، ولو تأخروا خوفا تقدمت شجاعة، تسير ولا تلتفت للخلف.
الكثير يحب التميز ويعشق التفرد فيميل إلى تقليده إن استطاع ولكنه يغفل عن نقاط قوته التي اختصه الله بها ينشغل عنها فيهملها أو يستصعب رعايتها وصقلها ولا يسعى إليها ويكتفي بالدوران في فلك غيره يراقب هذا ويقارن بذاك ويستنسخ من هؤلاء فتذوب شخصيته في قوالبهم.
مقارنة النفس بالآخرين عقدة شائكة الحل إذ حين تتخلى عن شخصيتك والسمات الخاصة بك وتكتفي بالاستسلام وعقد المقارنة بينك وبينهم فأنت بلا شك تهدم ما تبقى لك من كيان مستقل وتقتنع بأن تكون تابع لاغير، وتجلس القرفصاء تنظر قطار التوهج يتجاوزك فلا تستمد منه ضياء ولا حتى قبس من نور.
اصغِ لعقلك ولا تدع نفسك تقودك لأن تقارنها بآخر إذ أن ذلك سيؤدي بك إلى فقدان ثقتك بالنفس، تغضب من واقعك فتفقد توازنك وتدخل طواعية إلى نفق اليأس والإحباط حين تتوارد على ذهنك تلك الأفكار التي تشبع روحك أنك غير قادر على مجاراتهم وبالتالي يحضر اهمال الامكانات والمواهب الشخصية والشعور بالدونية وعدم الإحساس بالأمان والرضا بل قد تؤدي المقارنة إلى عدم القدرة على الارتقاء بالذات وتطويرها فتقبع كبقايا إنسان هامشي.
هذا لايمنع أن نسمح بعبور ومضة من ضوء المقارنة الهادفة حين تتمثل أمامنا شخصيات ناجحة ومؤثرة فنأخذ منها الأنسب فقط وضع تحت فقط الف خط ( دون تقليد أعمى ) بل تمحيص دقيق لما حباهم الله من مزايا قد تدفع بهم للأمام خطوات واسعة فنقتنص ما يناسبنا ويرفع من شأننا ويسهم في بناء شخصياتنا بالصورة التي تقدمنا للآخرين وفق ما نريده ونخطط له.
المقارنة بالآخرين ليست بالأمر الهين فهي سلاح ذو حدين إما تنسف به ثقتك بنفسك حين يكون المقارن به سيء او تقضي به على خوفك من الفشل والمقارن به شخص يستحق ان يكون مثلا أعلى في كافة القيم المقارنة إن لم تكن تسارع في ارتقاء مؤشر التأثير والانجازات لديك بلاشك ستكون مقارنة خاسرة فلا تجعل من نفسك اضحوكة للآخرين حين تضع نفسك في كفة ميزان مع انموذج تافه أو فاشل حتى وإن بدأ لك غير ذلك بما يخفيه عنك من فشل أو حزن على نفسه.
بقلم: جواهر الخثلان
المقارنة
(0)(1)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6574523.htm