يقول المفكر السعودي إبراهيم البليهي العقل يحتله الأسبق له ... لاتسلم عقلك لأي إنسان أو فكرة أو حتى مفهوم فتكبله وتقيده وتأطره وتشكله بحدودهم، اجعل تفكيرك حُر ناشئ من قناعة تامة وبحث وتعمق وقراءة واعية وناقدة لما حولك، فالعقل البسيط ذو التفكير والفكر المحدود يتهافت عليه التجار وأصحاب المصالح من كل حدب وصوب، فهو يشكل قاعدة ثابتة لهم يبنون عليه خرافاتهم وكذبهم وأفكارهم ومصالحهم فيصيبه الجمود ويدافع عما سبق بأسمائهم فيذوب ويختفي تحت مظلة خداعهم وزيفهم .
كُن في هذا الوقت بالتحديد صاحب عقلية متفردة باحثة بذاتها عن الحقائق ولاتعتمد على تفكير غيرك، لاتكن سهل الانسياق سريع التصديق ترى الأمور بعينهم، لايوجد أثمن من أن يتفرد الإنسان فيكون له ذوقه وذائقته الخاصة في فكره وطريقة تفكيره وحداثة أفكاره بعيدًا عن اجترارت غيره وتكرار من حوله.
الإبداع ينشأ من التجديد وتفريغ العقل المستمر وانعاشه بكل ماهو مبتكر وخلّاق فالإنسان منذ الأزل كل مافي هذا الكون يدعوه ويحرضه للتفكر والتدبر والبحث والابتكار، ومن أعظم وأجل مادعا إليه الله سبحانه وتعالى في كتابه أفلا يتفكرون أفلا يتدبرون أفلا يعقلون كلها دعوات ربانية لتحفيز العقل على البحث واستقصاء الحقائق والحق من خلال الثقة بالله وبما وهبه من قدرات خارقة تجعل منه قويًا بذاته وفكره وتفكيره.
بقلم فوز الغامدي