أحيانا ومن باب الاستنقاص للشخص يُقال هذا إنسان خيالي! إمعانا في تسطيح أفكاره، وهواياته، ومعتقداته، أو حتى مثالياته دون النظر إلى إمكانية تحققها أو منطقيتها !
هل الخيال مذمّة حينما ننعت أحدهم بأنه إنسان خيالي؟
لماذا لا يكون مُلهما وعبقريا لاسيما وهو يُثبت أن أفكاره مرنة وممكنة و قابلة للتطبيق؟
الخيال قد يرفعك لأن تكون في مصافّ النجوم، وتتربع على عرش التألق، الخيال يستنطق صمت قلمك ليتحدث بلسانك شعرا ونثرا، وتبرع ريشتك في توقيعها على بياض الورق إمّا حرفا أو رسما، أو حتى أرقاما وأعدادا يحلّ بها تعقيد مسألة رياضية مستعصية..
الخيال الإيجابي أن تجعل من تصورك وأفكارك مبانٍ فخمة يدلف إليها شخص عادي ليخرج منها مُلهما هُماما..
الخيال حينما يوجه توجيها سليما يصنع إنسانا عبقريا لكن حين ( تسرف) في الخيال و( تكتفي ) بالتنظير دون ممارسة أو تطبيق وتدعي أن لديك سمات ومزايا تختلف بها عن غيرك! وتصنع لنفسك هالة وهمية من القدرات الخارقة في العلم ، أو العمل، أو المواهب، وأنت أبعد ما يكون عن ذلك! فإنك بلا أدنى شك ستسقط في أول اختبار فعلي، لأن أسوأ ما يواجه الخيال التنظير الممل، والادعاء الكاذب، والاستعراض الأحمق، إضافة إلى تصفيق المعجبين الـ( مُغرّر بهم) للإنسان الخيالي المُنظِّر الذي يقول مالا يفعل..!
الخيال الواسع عالم جميل وخصب ، بل وجميل جدا وكما قال محمد علي كلاي:
((الرجل الذي ليس لديه خيال ليس له أجنحة ))
الخيال الأنيق حالة إنسانية عميقة جدا تنقل صاحبها من عالم تعيس، إلى عالم آخر مثير ومدهش لا يرغب مفارقته..
الخيال الذكي يضفي على المُعتم الكئيب توهج وسطوع، الخيال الاستثنائي أدوات لاتُرى، وسلالم عائمة يصعدها الملهمون والعباقرة، فيطلقون عنان خيالهم للعالم، يمنحون كل مُلهم خيالي فرشاة يغمسها في الضوء، ويرسم بها حدود الإبهار والدهشة في أعين الآخرين..
الخيال للمُلهمين سمة بارزة، وللحمقى مذمّة توردهم المهالك.
أ. جواهر محمد الخثلان