والوالد غانم العابسي من الجيل الثاني رحمه الله نسأل الله له الرحمة والمغفرة ووالدينا أجمعين فمهما أكتب عنه فسأبقى مقصرًا في حقه وما ذاك إلا لجيرة إمتدت خمسة عقودٍ في حياتي وعقدين قبلها فكان يتمتع بسيرة عطرة وأخلاق حسنة وكرم في اليد والخلق ولباقة في التعامل ولمساته في تربية الشباب وتوجيههم لا يكاد يشبهه فيها أحداً من جيله وكانت هيبة وجوده وملاحظاته على أحدنا تهز المكان بأكمله جزاه الله عنا خير الجزاء الذكريات الجميلة معه لا تنتهي ولا تنسى ووقعها في نفوسنا كبيرٌ جدًا والجميل في تلك الحقبة من الزمن أن جميع الجيران يقومون بتربية الجيل بلا عتب ولا تململ من أحدٍ منهم.
وكان لتربيتهم لنا عظيم الأثر وكامل الاحترام والمحبة والتقدير من الجميع بحمد الله تعالى، واليوم يتحرج الإخوان من توجيه أبناء إخوانهم فسائت الأخلاق وانعدمت الآداب عند الكثير من الجيل الحاضر المواقف مع الفقيد كثيرة جدًا لكن سأذكر موقفًا واحدًا له مع والدي رحمهم الله جميعًا بعد إصابة والدي بالجلطة غفر الله لهم جميعًا كان من المقرر إخراجه بعد اكتمال مراجعاته فأتى الجار العزيز ابو عبدالله رحمه الله إلى بيت الوالد ووجد الوالدة وسألها عن الوالد فقالت له سيأتون بعد ساعة تقريبًا فأخذ يبكي ويخبر الوالدة ببعض ما جرى لهم في جيرتهم مع بعضهم ثم ركب سيارته وأخذ جولة في طريب ثم رجع إلينا مرة ثانية وقد أتينا من المستشفى فحاول في كبت مشاعره وتأثره أمامنا وأمام الوالد رحمهم الله جميعًا لكن غلبته دموعه فدعا لنا بدعاء من أعماق قلبه وللوالد وأثنى علينا خيرًا ثم ذكر لنا مواقف لهم صعبة جدًا وكيف أنهم تحملوا بعضهم وتساعدوا على إنجازها وهم بذلك في أتم وأفضل حال من السعادة والأنس والمحبة ثم بكا وأبكانا معه رحمهم الله جميعًا ثم قال( ما أقصر السنين وأسرعها ؟؟) وهو بذلك يقول بلسان أخر كأن لم تكن السنين سنين وكأنها ليالي وأيام ؟؟ كناية عن سرعة إنقضاء الوقت والزمن .
وهنا لفتة للجميع:
حافظوا على علاقاتكم بإخوانكم وجيرانكم وأحبابكم فستفترقون عنهم سراعًا !
طيّبوا نفوسكم على من تعرفون لأن الخلافات ستكون معهم فقط! ولن يكون بينكم مشاكل وخلافات مع من لا تعرفونهم وسامحوا بعضكم البعض هنا قبل أن تتحاكموا هناك !
تغافلوا وتسامحوا وتحابوا وأفضلكم من طابت نفسه وسريرته وتمنى الخير لإخوانه كما يحبه لنفسه.
لأنكم يومًا ما ستكونون أحاديث وذكريات وحكايات لمن بعدكم .
ذهب الجيران ولم يتبق منهم الا نفرٌ قليل نسأل الله لهم حسن الختام.
أعزّي أبناء العم غانم العابسي سعادة اللواء أخي الغالي ابو منصور وإخوانه علي وسعيد وحسين وسعود ومحمد وعايض ونايف وخالد وعبيد وتركي وفهد وبقية إخوانهم وأخواتهم وأم عبدالله وأم عايض وأم نايف وعماتهم وأسرتهم جميعًا وأعزي إخوان الفقيد كل من الأعمام الفضلاء علي وعبيد وحسين ومريع ومحمد وأخواتهم وأبنائهم وأسرتهم وأسرة العبس وقبيلة الفقيد وجيرانه ومحبيه، ونسأل الله له المغفرة والرحمة وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة هو ومحبيه وجيرانه ووالديهم أجمعين جبر الله مصابنا فيه ورزقنا وإياكم الرضى بحكمه.
كتبه: قالط إدريس أبو أسامة
التعليقات 1
1 pings
محسن شايع بن إدريس
18/03/2022 في 7:27 م[3] رابط التعليق
أحسن الله عزانا جميعاً في الفقيد ورحمه وغفر له وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وجمعنا به وبوالدينا هناك في مقعد صدق عند مليك مقتدر وإنا لله وإنا إليه راجعون .
(0)
(0)