يعيش اليمن اليوم مرحلة هامة في تاريخه، وما حصل له خلال الفترة الماضية من حرب دمّرت مكوناته ومزقت أرضه، وشردت أبناءه قادها الانقلابي الحوثي الذي دمّر مقومات الحياة في هذا البلد.
ومنذ اليوم الأول للانقلاب الحوثي، وضعت المملكة نصب عينيها المحافظة على الوحدة اليمنية والعمل بشكل حثيث على مساعدة الشعب اليمني، وإسعاده وأن يعيش بسلام وأمن ولقد سعت المملكة بكل قوتها وفي مختلف الميادين والسبل لمساعدته ونصرته، وبذلت جهوداً كبيرة من أجل المحافظة على وحدته، ومد يد العون له دوماً وتلمس همومه واحتياجاته.
كما سارعت المملكة إلى لعب الدور المحوري في حفظ الكيان اليمني من التمزُّق أو الانهيار حيث قدمت المبادرة الخليجية، ودعمتها لتكون واقعاً حتمياً تلتزم فيه كل الأطراف السياسية في اليمن إلا أنَّ التدخل السافر، والواضح من قبل إيران دفعت به على نفق مظلم حيث ظلت إيران تعمل بالسر تارة وبالعلن تارات كثيرة من خلال دعمها للحوثيين، وتزويدهم بالسلاح الموجه للسعودية بالإضافة على وضع المخططات الإجرامية مستغلة الأوضاع السيئة في اليمن والفراغ السياسي، لتزرع في قلوب أبناء اليمن العداء، والحقد تجاه بعضهم البعض وتجاه الأشقاء والجيران.
نثمِّن لمجلس التعاون الخلجي الدور الكبير قام به ودعوة جميع الأطراف والأطياف اليمنية للالتقاء في الرياض من أجل الحوار والبحث مستقبل اليمن، وإيجاد الحلول المناسبة من أجل إعادة اليمن إلى وضعه الطبيعي وكان من أهم مخرجات الحوار هو تشكيل المجلس الرئاسي الذي تحمل المسؤولية لإعادة اليمن إلى وضعه السابق.
المطلوب اليوم من كافة اليمنيين قبائل وأحزاب وجماعات الوقوف صفاً واحداً مع هذا المجلس من أجل إنهاء الأزمة والنهوض ببلدهم من هذه الحرب المدمرة التي افتعلها الخونة والعملاء، فالمملكة لم تتوقف ولن تتوقف عن دعم اليمن من أجل تطويره وإعماره؛ فهناك اليوم على سبيل المثال لا الحصر 21 مشروعا تنموياً متنوعاً ينفذها البرنامج السعودي لتنمية إعمار اليمن وغيره الكثير من المشاريع من أجل إسعاد اليمنيين كافة، فإلى جانب هذه المشاريع هناك 12 مبادرة سعودية في عدد من المحافظات اليمنية، حيث من أبرزها هو إعادة تأهيل طريق (هيجة العبد ) الذي يربط العديد من المحافظات في اليمن وخاصة محافظة تعز .
إنَّ الأعمال العظيمة التي تقدمها المملكة لهذا البلد العربي والجار لا يمكن إنكارها، حيث وقفت بجانبه وحمته من المد الصفوي البغيض، وتعمل لإعادة الروح والسعادة لليمن السعيد.
نتطلَّع أن يسود الأمن والاستقرار في اليمن، حيث إنَّ الأمل اليوم بأيدي كافة أبنائه كما ونترقب أن نراه عضواً في مجلس التعاون الخليجي من أجل حمايته واحتوائه من الغادرين والخونة أتباع المجوس، ومخططاتهم الإجرامية والعدوانية بحق اليمن والمملكة.
د. محمد مسعود القحطاني
كاتب وباحث ومحلل سياسي