(نعترف بأننا كبرنا ولكن نبحث
عن الأمان والصدق وعن المروءة ..
عن قلوب كقلوب الأطفال صادقة ولاتعرف الكُره والحقد والخيانه..
نقيّة لم يغدُر بها الزمن)
والغدر خُلق الأنذال ؛ نذالتهم تقتات على الأذى بكل أشكاله وصوره..
لا يؤمن جانبهم ولا تسلم من أذاهم..
متخفين خلف جبنهم ؛يمارسون حيلهم ويخططون بدهاء لأفعالهم..
كلما ازداد قربك منهم كلما ازداد خوفك منهم أكثر ..
لاتعرف من أي أنواع الحيّات هم يلدغون ويعودون إلى جحورهم
في انتظار فريسة
أخرى..
متى تختفي هذه العينات من حياتنا؟
لا أعلم كيف ينامون ملأ جفونهم ويضحكون ؟
وهم من الخلف يغدرون !!
أعلم أننا على الأرض ولسنا ملائكة لكن منهجنا القرآن الكريم والسنة النبوية..
نصلي وندعو في التشهد
"التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك
أيها النبي، ورحمة الله وبركاته، السلام علينا، وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله "
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين بين يدي الله ندعو بالسلام ونعلم أن السلام
مفتاح للرحمة والخير والأمان ونمر من أمام الواقف والجالس ولا نلقي عليه تحية الإسلام (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)
هل الانشغال بالحياة يمنعنا من إلقاء السلام ؟
قال - عليه الصلاة والسلام-: والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا،
أفلا أدلكم
على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؛ أفشوا السلام بينكم."
من مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم نعيش أيامنا في الدنيا في سعادة إذا حيت
القلوب طابت الحياة..
عوّدوا أنفسكم على الرقي في الأخلاق والتعاملات والعلاقات..
يقول الله سبحانه وتعالى :
(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ
وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)
في البداية "الحياة لعب ولهو وزينةً وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد"
وفي النهاية "متاع الغرور"
الحقيقة الغائبة عن أذهان الكثير بتخدير الشيطان وطول الأمل..
أتعجب ممن غدر كيف ينام ؟
ربما تكون مقالتي مكررة وموضوعي يعرفه الكثير ومشاعري لدى الكثير وهذه
الاحاديث والأدعية والآيات يعرفها الكثير..
لكنها رسالة للتذكير لا تغركم الدنيا إذا أعطتكم فالعطاء من الله وبفضل الله ..
تذكروا أنها دنيا لاتدوم لأحد إذا لم تستطيعوا أن تسعدوا من حولكم بالكلمة الطيبة فلا تغدروا بهم وتتسبوا في إيذائهم..
من أصعب الألم.. أن ترسم الضحكة على شفاهك وداخلك ينتحب،
أن تجامل من
حولك بالفرح والحزن يبني حضارةً في صدرك، أصعب الألم..
أن تثق بالحب في زمن الغدر، وتثق بالحياة في زمن الشقاء، وتثق بالصوت في زمن الصمت ..
قبل الوداع:
كما أنَّ جميع الذنوب في الهوى مغفورةٌ إلَّا الخيانة والغدر، يقول فاروق جويدة:
ورجعتُ أذكرُ في الرَّبيع عهودَنا أيَّامَ صُغـناها عبيراً للزَّهَر
والأغنياتُ الحَالماتُ بسحـرِها سَكِرَ الزَّمانُ بخمرِها وغَفا القَدَرْ
اللَّيلُ يجمعُ في الصَّباح ثيابَه واللَّحـنُ مشتاقاً يعانقه الوَترْ
العُمر ما أحلاه عِند صَفائهِ، يـومٌ بقربِكَ كانَ عِندي بالعمرْ
إني دَعوتَ الله دعوةَ عَاشقٍ ألَّا تفرِّقنا الحَياةُ ولا البَشرْ
قالوا بأنَّ الله يغفِرُ في الهَوى كُلَّ الذُّنوبِ ولا يُسامِحُ مَن غَدَرْ
ولقد رَجعتُ الآن أذكرُ عَهدنا، مَن خَان مِنَّا، مَن تنكَّر، مَن هَجَرْ
فوجدتُ قلبكَ كالشِّتاء إذا صَفا سَيعودُ يعصفُ بالطيور وبالشَّجَرْ
يوماً تَحملت البعادَ مع الجفا ماذا سأفعلُ خبريني .. بالسهرْ!
مَن خانَ مِنا؟، صدِّقيني إنَّني ما زلت اسأل أين قلبُك هل غدر؟
فلتسأليه إذا خلا لَكِ سَاعة كَيفَ الرَّبيع اليَومَ يغتالُ الشَّجر؟!
بقلم : فاطمة الجباري