الأطفال جمال الحياة ورونقها، ضحكاتهم تصبغ أيامنا بالسرور، براءتهم قواميس للسعادة، هم أيقونات الفرح في الحياة، وبهم تتزين أيامنا بالطهر والنقاء..
نحن من يشكل شخصياتهم ( بعد مشيئة الله )
فإما تصنع من طفلك شخصا سويا يعتدّ بنفسه وأمته ووطنه، وإما تدعه يسلك طريق المهالك والضلال !
أما ووطننا يحتفي بذكرى تأسيسه فعلينا أن نولي أطفال الوطن عناية خاصة فلا تختزل وطنيته في رقص بالشارع، أو تلويح بعلم أو أغنية أو قصيدة ..
حق الوطن أكبر من ذلك ويجب أن يظهر الاحتفاء به بأسلوب مغاير لما اعتدناه لاسيما وأن الطفل ينشأ على ما عوده عليه ليس والده فقط بل ومجتمعه ..
مسؤولية غرس الوطنية الحقة، الوطنية التي تجعلنا نفرح بالوطن وللوطن مسؤولية مشتركة، لا تختص بها الأسر فقط بل هناك المدارس، والإعلام خاصة وأن عقول الأطفال كالحقول تُنبت ما زُرع بها فأحسنوا الزرع ليطيب الحصاد ..
الوطنية في عقل الطفل يجب أن تنطلق من ثوابت لا تتبدل ولا تتغير فوق كل أرض، وتحت كل سماء، فنغرس في عقله تقدير واحترام للبواسل الذين يرتدون البدلة العسكرية لحماية الحدود، وتنظم السير، والحفاظ على الأمن الداخلي، ويجوبون بالطائرات عنان السماء وغياهب البحار والمحيطات لبسط الأمن ..
ونعلمه أن الوطنية أن يشعر بالفخر عندما يتلقى وصفة علاجية من طبيب سعودي ماهر يسعى لأن يكون الإنسان في تمام صحته وعنفوانه
ونعلمه أن يعتز ويعتدّ بتلقي تعليمه على يد معلم سعودي يشاركه الانتماء، وحلم الوقوف بالوطن مصاف الدول المتقدمة فلا ازدراء ولا تحقير او تقليل من جهده وعمله وعلمه..
نعلمه أن الوطنية أن يحافظ بكل حب وولاء على مقدّرات الوطن ومكتسباته في الحدائق، والشوارع، والميادين، فلا عبث ولا تكسير ..
ونعلمه أن الوطنية أن يبادر للعمل التطوعي الذي يتماشى مع الكنية الاستثنائية للوطن (( مملكة الإنسانية ))
ونعلمه أن الوطنية أن يتسابق ورفاقه للعناية بالمساجد، أو استزراع الشتلات، أو تنظيف الشواطئ والمنتزهات، بلا خجل أو تعالي ..
نعلمه أنه ليس من الوطنية في شيء الاعتداء على الآمنين، أو إزعاجهم في طرقاتهم بحجة الاحتفاء بالوطن، ولا أن تزاحم النساء الرجال في الشوارع وأماكن الاحتفالات ايضا بحجة الاحتفاء بالوطن ..
نعلمه أنه ليس من الوطنية في شيء أن ترتفع أصوات الأغاني في السيارات والأسواق بحجة الاحتفاء بالوطن، وغير ذلك من السلوكيات السيئة !
نعلمه أن الوطن خط أحمر لا يجب المساس بثوابته وخصوصية مجتمعه ..
نعلمه أن الانضمام تحت لواء قادته من أسباب استقراره وأمنه ..
نعلمه أن الحب الحقيقي للوطن يظهر في سلوك مواطنيه، وحرصهم على رقيه وتقدمه وفداءه بالروح والمال فلا شيء أغلى من الوطن.
كتبته: جواهر محمد الخثلان