إبني الأصغر غانم.. أهنئك باليوم الوطني 92 راجياً من الله أن تحتفل وأحفادك بهذه المناسبة في كل عام وأنتم والوطن في أحسن حال ولا تنسونا من الدعاء. الغالي غانم، لا تفرط في بلادك ولا يزيدك لهيب قيضها وزمهرير بردها وغبار صحراءها وتباعد شطآنها إلاّ تعلقاً بها.. إياك يا بُني أن تبتعد عنها أو تجحد فضائلها أوتستقل ماتقدمه لك أو تتنكر لجمائلها عليك.. أنت طالب الثانوي، والحياة أمامك بعون الله.. ثق يابُني أنك بغير السعودية كنت ستكون بلا هوية وبلا وطن وبلا أمن وبلا رخاء وبلا راية خضراء تحمل نقاء التوحيد وثبات الوحدة ورمزالأمن والقوة..
أُذكّرك بُنيّ بوصية جدك غانم الذي ودعنا "رحمه الله" قبل أشهر قليلة وهو يناهز 92 عاماً حين قال: حنا في ذرا الله ثم حكومتنا وملوكنا الله يعزهم ولا يعز عليهم، أنتبهوا لبلادكم وخلوكم في أعمالكم. (عجيب هذا الشيخ الأُمي القوي كم زرع فينا حب المملكة وقادتها ومبادئها).
الإبن غانم.. لن يخيب الظن فيك بعون الله.. لا تستمع لحاقد يهاجم بلادك وقادتها بلسانه أو أقلامه أو برسائله الغادرة، وعليك التصدي له بكل ماتستطيع.. لا تنساق خلف أكاذيب حفنة من المتخلفين المرضى الذين تلبستهم الشياطين وباعوا شرف الإنتماء والولاء لهذه المملكة وملوكها وأمراءها ومؤسساتها، وأنظر إلى سوء حالهم وكيف يعيشوا حياة الذل والعار والمهانة في حوانيت الغرب..
غانم.. إياك أن تقصر في الوفاء لقيادتك وبلادك لمجرد أن موظفاً تعيساً بجهله تصرف بما لا يجب، وتذكر يا بُني أن الوفاء وصادق العمل وروح الوطنية لا شيء يمكنه غمطها أو تشويهها.. بلادك السعودية أجمل مكان بالدنيا، بها مثوى أعظم رسول وعليها أعظم بيت مقدس، وفيها أعظم شعب متماسك ويقودها أنقى الملوك وأكرمهم.. بلادك يا غانم ليست نفطاً وثروات بل هي قِيم ومبادىء وقداسة وإنسان، بلادك واسعة شاسعة متباعدة وحدها الملك عبدالعزيز "رحمه الله" بعون المولى سبحانه ثم بثبات شعبه الكبير.. وها أنت اليوم يا بُني مواطناً سعودياً يافعاً كريماً تعيش بأمن وكرامة ورخاء ليس لها مثيل بالعالم.. هي دارك يا بُني وهي مآلك وفي باطنها أجدادك، لا تفرط فيها لأنها حياتك وشرفك وبدونها أنت لا شيء.
كل عام والوطن بخير في يوم ذكرى إعلان وحدته الوطنية. الحمد لله الذي أعزنا.
عبدالله غانم القحطاني
لواء طيار ركن متقاعد / باحث دراسات أمنية واستراتيجية