لست فقط حزينة ، بل ولقد أصبحت غير قادرة على المضي في ذاك الطريق, وعلى كثر الحاحي ورغبتي في النسيان والتجاوز وكأنما فقدت القدرة على الحراك كشخص مصاب بشلل كامل في الجسد والعقل وكما ذكرت الكاتبة رضوى عاشور "الحزن قوة جاذبة تشد لأسفل، تسحب الرأس والكتفين إلى تحت، كأن الجسم في حزنه يُمسي واهنًا خفيفًا فتستقوي الجاذبية عليه وتستشرس"
إنما هي كبيرة جداً تلك الألم التي أعيشها واكتمها في أعماق صدري حتى باتت لاتعلم أين تستقر من كثرتها وعددها الهائل ولا يوجد هناك مجال في ان تخرج الا ان تكون على هيئة حزن ظاهري هو الدموع ، فتخرج على هيئة دموع في كل لحظه احتاج فيها أن أدخل على صدري ألم وهمً جديد وكأنما كل تلك الأحزان تأبى أن تزور شخص غيري وتسكن في صدر غير صدري ومن الممكن أن يبكي كل شي فيك إلا عينيك ترفض البكاء، وأصبحت كحصالة ألم ممتلئة وباتت قريبة للإنفجار والتمزق ولكن على هيئة دموع، والأحزان الكبيرة لاتكفيها الدموع وأن كثرت، وأكثر ما يحزن الشخص إن كان غير قادر على التحدث والبوح حتى وإن كنت ترغب في ذلك بشدة فلا تعلم كم من كلمة عابرة تساعد في إصلاح النفس، لكن قد تخرج مكنونات صدرك لشخص لم يمر في نفس موقفك فقد يكون لا يعلم ماهو إحساس الألم الذي تعيشه وكيف أن السنة اللهب أحرقت كل ما فيك من مشاعر جميلة، أو حتى وإن كنت ترغب في التمسك في إي مشاعر تصيبك بالسعادة وترغب في العيش سعيداً ولو ثواني ولكنك تعجز عن إكمال تلك الفرحة لأن من حولك يرون أنك تمثل ويطالبونك بعكس ذلك حتى أصبحت تعتقد إنك ملزوم بالعيش تعيس طوال عمرك , حقيقةً أن إصابتنا بالحزن هو شي غير بسيط جداً ولا يمكن أن يكون كذلك أبداً فالحزن هو أن تكون ذو روح ميته ولكن بجسد شخص على قيد الحياة, والحزن الذي أتكلم عنه هنا هو ليس ما يعتقده البعض أبداً، بل هناك نوع آخر قاسي شديد ومهلك ومنهك وغير متوقع يصاب فيه الإنسان في فترات بسيطة من حياته لكن تلك الفترات قد تستمر معه للأبد، فالحزن نبتة وحشية تبدأ صغيرة، لكنها لا تتوقف أبداً عن النمو وباستمرار الحزن وباتخاذه مكاناً وحيداً في القلب فقد يتحول يوماً بعد آخر إلى هلاك ،
وأصعب أنواع الحزن هو عندما تضطر أن تمثل أنك سعيد.
ندى عبدالله القبالي
@nadaabdullah_2