الجولات التاريخية التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء -يحفظه الله- جولات ترفع الرأس، وتعزُّز من مكانة المملكة عالمياً وتحقق دوراً كبيراً للشركات الخارجية الاستراتيجية التي تنسجم مع رؤية المملكة 2030 ، والتي تستهدف رفع التنافسية الاقتصادي وزيادة الناتج المحلي، إضافة إلى جذب الاستثمارات وتوطين التقنية.
هذه الجولات المباركة والتي يمكن تسميتها بالاستراتيجية لسمو ولي العهد من شأنها أن تعزز العلاقات السياسية والاقتصادية مع الدول ذات الأهمية الكبيرة اقتصادياً، وتحقق مصالح المملكة بما ينسجم مع أهدافها التنموية وما نتج عن هذه الزيارات واللقاءات من اتفاقيات وشراكات مع دول العالم يعتبر منهجاً متقدماً يعزز الثقة بالاقتصاد الوطني.
إنَّ زيارات سمو ولي العهد للدول الآسيوية تعدُّ كذلك بالغةُ الأهمية، حيث بدأ أولى محطّاته من إندونيسيا أحد الاقتصادات الناشئة بين أسياد العالم، وحضور سموه قمة العشرين التي عقدت هذا العام في ظروف اقتصادية دولية معقدة، من حيث التحديات السياسية والعسكرية التي يشهدها العالم وعلى رأسها الحرب الروسية الأوكرانية وتبعاتها الوخيمة بالإضافة إلى تحديات وقضايا الطاقة والمناخ وغيرها من الأمور التي تهم العالم أجمع.
وكانت ثاني جولات سموه إلى كوريا الجنوبية، وهي الدولة التي ترتبط بشراكة وعلاقة متينة مع المملكة منذ حوالي ستين عاماً، وهي تعد من أهمِّ الشركاء الدوليين للمملكة، حيث يبلغ حجم التبادل التجاري معها حوالي 100 مليار سنوياً وقد أكدَّ سمو ولي العهد على دعم فرص التكامل الاستثماري بين المملكة وكوريا في عدد من القطاعات ذات الأهمية المشتركة، ومنها: الصناعة والطاقة المتجددة والاتصالات وتقنية المعلومات والصحة والابتكار والنقل والخدمات اللوجستية والسياحة والرياضة والثقافة والجولة الثالثة لسموه كانت إلى مملكة تايلاند التي تكتسب أهمية كبيرة؛ لأنَّها تعد من الدول ذات الاقتصادات الناشئة المتمكنة بالصِّناعات والسياحة والعمالة الماهرة وقد تمَّ توقيع ٥ اتفاقيات خلال الزيارة في مجالات عدة.
إنَّ هذه الزيارات أو الجولات الاستراتيجية لسمو ولي العهد تبني شراكات أعمق للمملكة مع العالم والتكتلات الاقتصادية والإقليمية والدولية وتعزز الاقتصاد الوطني، وتزيد من تنافسيته من خلال إنشاء مشاريع عملاقة لعقود طويلة من حيث جاذبية الاستثمار والتطوُّر النوعي لفرص العمل وتأهيل الكوادر الوطنية.
وبلا شك هذه الزيارات تأتي في سياق الحضور الفاعل للمملكة في الدخول في الاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا الحديثة؛ من خلال التحالفات مع شركاء متقدمين بهذه المجالات بحيث أصبحت من الدول السباقة في الاستفادة من التغيرات التي تجري في الاقتصاد العالمي بشكل متسارع.
إنَّ النجاح الكبير لهذه الجولات التاريخية لسمو ولي العهد، والوفد المرافق له يجعلنا نفتخر ونعتز بهذه النجاحات التي رفعت رؤوسنا جميعاً في هذا الوطن العظيم.
د. محمد مسعود القحطاني
كاتب وباحث ومحلل سياسي