العناية بكبار السن والعيش مع احتياجاتهم هذا مطلب ملح على من يعاشرهم أو يقوم على خدمتهم من الأولاد أو الأقارب
أو الأطباء والاخصائيين أو الخدم والسائقين أو الجيران أو أصحاب المتاجر والعاملين فيها
الكبير في السن ينسى كثيراً
ويعيد الاسئلة في اليوم مرات كثيرة ويعيد سوالف وقصص
مرات ومرات ومرات في نفس اليوم ويظهر الاهتمام بأمور قد لا تكون منطقية أو مهمة أو عفا عليها الزمن واحيناً يرى أشيئاً ليست له ويظن أنها له ويتمسك فيها أو يطلبها

لهذا لابد من تفهم هذه المرحلة وتقبل كل ذلك وعيش الجو معه وعدم السآمة منه أو قول سمعنا هذا منك كثيراً وكل يوم تردد علينا نفس مواضيعك بل الدخول معه في نفس الموضوع والنقاش معه وإظهار
الفرح بذلك
والصبر على جميع التصرفات الناشزة منه كالسب أو اللعن أو الإتهام والظنون السيئة

من يفعل هذا أجزم أنه على جانب كبير من الخلق ومن الصبر ومن الرحمة والإنسانية
التى سينال عليها أجورًا كبيرة

إن التعامل مع الضعفة برقة وحنان واستشعار الإنسان أنه في يوم ماء ربما كان في نفس الموقف من حكمة الإنسان وحسن تصرفه ومن توفيق الله له
قال صلى الله عليه وسلم
(إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم )
كونوا دائما ً حول الكبار والمسنين ترونهم في حاجة ماسة لكم ونفوسهم محتاجة للمسة حانية أو قبلة حارة أو ملاطفة سولفوا لهم لاتشعرونهم بالغربة والوحدة لا تهمشون دورهم أو تنكرونهم

هذا هو وقت البر الحقيقي ووقت الموقف الصادق
رحم الله الأموات وأحسن عاقبة الأحياء وأعاذهم من أرذل العمر آمين
﴿اللَّهُ الَّذي خَلَقَكُم مِن ضَعفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعدِ ضَعفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعدِ قُوَّةٍ ضَعفًا وَشَيبَةً يَخلُقُ ما يَشاءُ وَهُوَ العَليمُ القَديرُ﴾ [الروم: ٥٤]

كتبه / حمود سعيدالحارثي
الكاتب في الشؤون الاسلامية والقانونية والإجتماعية