مهمته ليست سهلة، القيادة العليا تحاسبه وتتوقّع منه المزيد، والمواطن لن يعذره ويريد منه المزيد مهما أنجز وقدّم. هو الوحيد بالمنطقة الّذي ليس له ساعات عمل محدّدة يستطيع بعدها إقفال هواتفه وإغلاق غرفة عملياته، حتّى في لحظات الصّمت ينتظر ما الّذي ستأتي به هواتف المناوبين على مدار السّاعة. إنه أمير المنطقة بالمملكة الّذي يسهر لتطبيق أنظمة الدّولة ومتابعة مشاريعها التّنمويّة، وتوجيه مساعديه لتطوير جودة حياة الإنسان وحماية حقوقه. هو المسؤول عن وضع الحلول لأي معضلة يواجهها المواطن والمقيم بمنطقته. بمعنى أدقّ هي وظيفة مختلفة بصعوبتها ودقّة عملها، لا تشبه غيرها بالدّولة وتأتي في أولويّة وعي القيادة والمواطن ولا تقبل غير النّجاح لشاغلها.
لا شيء يمكن للمواطن أو المسؤول إخفاءه في هذه المرحلة، خصوصًا أن لدينا رؤية وطنيّة غير مسبوقة، وتطور كبير شامل يسابق الزّمن بعد أن تمّ بنجاح إعادة هيكلة مؤسسات الدّولة وحمايتها من العشوائيّة والفساد فأصبح المواطن هو انعكاسها والشّاهد الأهم على جودتها. وأمير المنطقة يعرف الممكنات لديه بالضّرورة، ويعي المحددات الّتي تعانيها منطقته، والمواطن في ذهنه وتفكيره هو المحور الرّئيس لقيادته وللمشاريع والتنمية والتطوير.
لكن عسير منطقة لا تشبه صعوبة غيرها، ظروف محافظاتها تختلف عن جميع محافظات المناطق الأخرى بالمملكة من حيث التباين الشّديد في التكوين الجغرافي والمناخيّ والإنسانيّ، مابين السّواحل وتهامة والسراة والصّحراء القاحلة، إضافة لتنوع المفاهيم القبلية تبعًا لهذا التباين الطبيعي، وما يترتب على كلّ ذلك من صعوبة إدارة المطالب التنمويّة والاحتياجات الحياتيّة المتضادة أحيانًا مابين المراكز والقرى والمحافظات، ثمّ ما يترتب على ذلك ثانيًا من اختلافات إنسانيّة طبيعية لها بداية وليس لها نهاية. وفوق هذا كلّه المنطقة تقع على حدود دوليّة في غاية التّعقيد والخطورة والوعورة، وبها تحدياتها لا تقف عند حد معين. وللحق فإن المواطن في مجالسه الخاصّة يشيد بالمسؤول الأوّل بمنطقة عسير سمو أميرها الّذي يقول عنه مواطنيه ومرؤسيه أنه ينهض بدور كبير واستثنائيّ تجاه المنطقة وإنسانها ومشاريعها وأمنها، ويعتمد أساليب إدراية ناجعة.
سمعت بنفسي في أكثر من مجلس بمحافظة طريب الّتي هاجرت منها مبكرًا وفي مدينتي الحاليّة الحبيبة الرّياض وفي أكثر من مكان، تميزًا إداريًّا وقياديًّا وإنسانيًّا عكسه مواطن عسير بصدق لجهد المسؤول الأول بالمنطقة، وخاصّة سرعة استجابته للمواطن أيًّا كان، وسعيه للتحقق من مطالبه أو تبنّي ما يقترحه بعد إخضاعه للدّراسة. لست متزلفًا ولا يوجد أي مصلحة حتّى لا يُفهم كلامي على غير ظاهره.
أعود لقريتي أيامًا ثلاثة في العام، فأجد المنطقة قفزت خدماتها وجودة حياة إنسانها بشكل مشرف، ولكن أن يتطّور وعي المواطن واعتداده بقيادته وبنفسه ودوره الوطني نتيجة لنجاعة قيادة أمير منطقته فهذا أمر يستحقّ الثّناء والشّكر والدّعاء الصّادق لسمو الأمير، وقبل ذلك شكر الله المتفضّل تعالى، ثمّ الشّكر لعاهل البلاد الكبير حفظه الله ورعاه ولسمو ولي عهده حفظه الله. لا أجد ما أقوله عدا بارك الله هؤلاء الطّيبين المواطنين المخلصين الذين عكسوا بمصداقية جهود أميرهم الشّهم وبالحقائق. أحدهم مواطن عادي أعرفه قال رفعت استدعاء مكتوب لموضوع عام "أسماه"، وتابع قائلّا، وبعد أيام قليلة تفاجأت باتّصال مباشر من أمير المنطقة تركي بن طلال بن عبدالعزيز، حيث ناقشني واستوضح، ثمّ ودعني وبعد أيام قليلة جاء فريق مختصّ يبدو أن مهمته كانت لمقارنة جميع المعطيات والمؤثّرات، وبعدها صدر التّوجيه بما أرضى الجميع حتّى المعترضين على ذلك الأمر!. رائع، بل مُشرِّف هذا التّكامل بين سمو الأمير سلّمه الله وبين المواطن ضمن عمل مؤسّسي شامل لخدمة البلاد وتنميتها.
ليت شباب المنطقة تلقائيًا ودون تكلّف بكلّ محافظة ومركز وقرية يدونون كتابيًّا تصوراتهم ورؤاهم وطموحاتهم تجاه تطوير نواحيهم بشكل يليق بهم وبعوائلهم ومستقبلهم، وبما يعكس وعيهم الوطنيّ ومشاركتهم لأميرهم اهتمامه الكبير الموفق بالمنطقة، ثم يرسلونها عبر أي قناة رسمية لمقام الأمارة وستنال الاهتمام بلا أدنى شكّ.
كتبه/ عبدالله غانم القحطاني
@Gen_Abdullah1