تطرق اسماعنا احيانا عبارة ( هذا انسان متردد)
وهنا يتبادر الى اذهاننا تصور عن هذا الشخص انه انسان ضعيف الشخصية ولا يمتلك قرار نفسه ولا يستطيع تحمل المسؤوليات حين تناط به
فهل التردد حالة مرضية تستوجب البحث عن علاج؟
يرى بعض المفكرين والتربويين أن التردد بالفعل حالة مرضية يجب ان يسعى المتردد إلى علاجها والتخلص منها اذ بتردده وعدم ثقته بنفسه يخسر كثيرا من الفرص وتضيع عليه امكانية تحقيق الأهداف كما أنه يفقد ثقة الآخرين به ويدرج اسمه في قائمة من ( لا يُعتمد عليهم )
التردد مضاد للإقدام وليس التهور اذ ان هناك فرق شاسع بين التهور والاقدام فليس من المنطق ان تجازف على مغامرة غير مضمونة النتائج وضررها أكثر من نفعها وتقول أنها إقدام وشجاعة فهذه الخطوة تسمى تهور .
من الصفات التي يتميز بها الشخص المتردد القلق فهو لا يستطيع اتخاذ قرار نهائي فيتملكه القلق والحيرة وتتجاذبه المتضادات مابين مع أو ضد وتتسلل من بين يديه الفرص وهو لازال يقارن ويتراجع ، ايضا من صفات الشخص المتردد انه يؤطر نفسه في دور الضعيف المستكين فلا يجرؤ على المحاولة او التجربة ويظن انه ليس كفؤ لاتخاذ القرار ولا تحمل نتائجه ، ثم انه اضعف من أن يحدد هدفه الذي يسعى اليه فالخيارات امامه كثيرة ولكنه يعجز عن انتقاء الأفضل والتمسك به والسعي لتحقيقه ، وكذلك من صفات المتردد الخوف الغير مبرر من الفشل وهذه ذريعة الجبناء
فالفشل في المرة الأولى والثانية طريق للتعلم ودافع للمحاولة بعد تصحيح الأخطاء لتفاديها.
والنجاح يأتي بعد اكثر من محاولة .
ثم انه ليس كل أمر يتوجب علينا المضي فيه دون دراسة اذ أن هناك حالات تستوجب علينا ان نتردد ( قليلا ) قبل ان نقدم عليها وتحتاج شيء من التأني والدراسة والتحليل وليس التردد او التهور في سرعة اتخاذ القرار فيها وهذه الدراسة تسمى الحكمة وهي خلاف التردد تماما .
هناك أمور لا يجب أن تتردد فيها على الاطلاق
علاقتك بربك أولا ثم علاقتك بوالديك واخواتك ثم لا تتردد في اصلاح نفسك وتهذيبها ولا تتردد ان تكون انسان يفيض حب وعطاء وانسانية وايجابية لمن حولك .
ومن اسهل الطرق للتخلص من التردد ايحاء الشخص لنفسه انه يثق بنفسه ويمتلك القدرة على اتخاذ القرار دون الرجوع لأحد الا على سبيل الاستشارة فيمن يثق برأيهم ، كذلك يمكن للشخص المتردد تدريب نفسه على الاقدام في الأمور البسيطة والتعود على ذلك تصاعديا حتى يمتلك القدرة دون تردد او خوف .
قبل الختام إن أجمل ما يمكنك ان تحارب به ترددك توكلك على الله ثم ثق بنفسك وامكانياتك.
كتبه/ أ. جواهر محمد الخثلان