السنابر "سناب" المتجول وكاميرات الإعلام الإجتماعي الجوالة ستحرق مكانتكم وقد يكون لذلك إنعكاسات سلبية على صورتكم العربية المرتبطة بالفروسية والشهامة والكرم.
وكثرة قبولكم واستجابتكم لدعوات الولائم التي تقام على شرفكم شخصياً وينقلها الإعلام ويبهرجها، ويصورها السنابيون وغيرهم ستُلحق بكم الضرر امام عامة الناس، وربما فقدان شيء من هيبة الشيخ الحكيم أمام قبائله والآخرين..
مجتمعنا السعودي الجميل يحترم شيخ القبيلة الذي له مكانته وتأثيره ووقاره، ويحفظ له قيمته القبلية المحترمة.
والشيخ يعتبر شخصية إجتماعية يمثل قبائله وهو كبيرها وعنوانها.
والشيخ دائماً تصرفاته وافعاله محسوبة وتحت المجهر، فإذا أفترضنا أن الشيخ ومعه 100 شخص في مكان لا يوجد به إعلام ولا تصوير ويتحدثون عن مواضيع خاصة تهم القبيلة في مجال مكافحة المخدرات مثلاً ومع ذلك قد يتسرب الموضوع وماقيل عن بعض الأسماء، فكيف سيكون الحال وأصحاب المنصات الجواله يتواجدون بكثافة وينشرون عن الشيخ كل شيء مفيد وغير مفيد ويبحثون عن أي محتوىً إعلامي مثير بحسن نية لصالحهم لكن ذلك في النهاية هو على حساب مكانة الشيخ وسمعته وتشويه صورته أمام الناس، هذا هو الإعلام الحديث المتجول المصلحجي حفظكم الله الذي يحرق من يقترب منه بلا حذر ويشوه من يطمئن له دون حساب للعواقب ولرأي الناس في بقاع العالم وكيف سيفسرون كل كلمة ومنظر وتصرف!.
بمحبة وإخلاص وبكل إحترام وتقدير، أقول بصدق إن هذا الإعلام الإجتماعي الهائج الغير منضبط يستطيع مجاناً في ثوانٍ معدودة أن يشوه نقاء الشيخ وتاريخه وسيرته أمام الكل بمجرد كلمة مرتجلة يقولها دون حاجة لها أو تصرف منه دون قصد لم يفكر في عواقبه، أو هفوة غير مقبولة وغير مأمولة منه شخصياً كشيخ بينما قد تكون مقبولة بشكل طبيعي من رجل أعمال يروج لتجارته أو من موظف يحاول ابراز منتج الشركة فإن أخطأ فسيُقال أو يتقاعد في النهاية ويُنسى، لكن الشيخ لن ينسى خطأه وسيحسب على مشيخته حتى بعد تقاعده او وفاته!.
وبكل صدق ومودة، فإن هذا الرأي الذي أطرحه ليس سببه عدم وعي المشائخ أبدا، وليس موجه لأحد بعينه أبداً، فجميع المشائخ الكبار هُم قدوات وذوي حكمة ورأي سديد ويحضون بثقة واحترام ولاة الأمر حفظهم الله، ولكن الإعلام الإجتماعي الجوّال الذي يهتم بالمتابعين والكم وليس بالكيف قليل من يعي مخاطره ومطباته وجشعه وتشويهه دون قصد منه لشخصيات محترمة حسنة النوايا والمقاصد، هذا إعلام صديق عدو، ظاهره السعي للمصلحة العامة وخدمة الشيخ ومجتمعه بينما في الغالب أنه إعلام أناني لا يسعى لغير مصلحته وهذا من حقه بلا شك، لكن ليس على حساب شخصية إجتماعية قبلية محترمة وقدوة لقبائلها ولها مكانتها ورمزيتها وأصالة تاريخها "شيخ القبيلة".
أخيراً، رأيي المخلص أن تكون الأعمال والجهود المشكورة بدون تغطيات لهذا الإعلام المنفلت المتجول الذي يبحث عن الإثارة وقد يشوه أعمالكم الجميلة ناصعة البياض ويحولها إلى نعرات ومنافسات غير جيدة. وأنتم مشائخنا في كل مكان ومنطقة مشكورين تقومون بمهام وطنية عظيمة بكفاءة وشهامة وبمسؤولية خدمة لبلادنا وولاة أمرنا تحت توجيهات سمو أمراء المناطق الذين يقدرونكم ويقدرون أعمالكم وأدواركم، لكن العمل الطيب قد يحرقه إعلام التواصل الإجتماعي ويحرق من يستهويه وينخدع بانتشاره!.
كتبه/ عبدالله بن غانم القحطاني