يواصل حجاج بيت الله الحرام في ثاني أيام التشريق رمي الجمرات في “منى”, حيث تستكمل المناسك هناك اليوم للمتعجلين، بينما يتوجب على من تغرب عليه الشمس البقاء حتى ثالث أيام التشريق ورابع أيام العيد، ليقوم برمي الجمرات الثلاث.
وفي ختام مناسك الحج، يعود الحجاج مرة أخرى إلى مكة المكرمة لأداء طواف “الوداع”، قبل التحلل من الإحرام، استعداداً لمغادرة البلاد المقدسة، والعودة إلى أوطانهم.
وتجري عملية رمي الجمار بسلاسة على جسر الجمرات بمستوياته الخمسة من خلال مسارات محددة منعت الاحتكاكات بين القادمين والعائدين.
وكان الحجاج قد نحروا الهدي وتوجهوا إلى المسجد الحرام، حيث أدوا طواف الإفاضة وسعوا بين الصفا والمروة، لينهوا بذلك الجزء الأكبر من مناسك الحج، ثم عادوا للمبيت في منى.
وكان ضيوف الرحمن الذين يقدر عددهم هذا العام بنحو ثلاثة ملايين قد نفروا من عرفات مع غروب شمس التاسع من ذي الحجة إلى مزدلفة، بعدما قضوا نهارهم على صعيد عرفات الطاهر وأدوا الركن الأعظم للحج.
كما باتوا ليلتهم في مزدلفة بعدما أدوا فيها صلاتي المغرب والعشاء جمعا وقصرا، ثم توجهوا إلى منى لرمي جمرة العقبة.
وأيام التشريق هي الأيام الثلاثة بعد يوم النحر، أي أيام الـ11 والـ12 والـ13 من شهر ذي الحجة، وهي الأيام المعدودات المقصودة في قوله تعالى “وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ” (البقرة: 203).
كما أنها الأيام التي يبيت الحجيج لياليها في منى، فيبيتون ليلة الـ11 من شهر ذي الحجة والـ12، ومن تعجل يغادر منى في يوم الـ12 بعد أن يرمي الجمرات بعد الزوال. ومن لم يتعجل يبيت ليلة الـ13، ويرمي الجمرات بعد الزوال في يوم الـ13، ثم يغادر منى بعد ذلك.