[JUSTIFY]في ظل ما توليه إهتمامات لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بمحافظة طريب من تنفيذ لبرامجها السامية وخصوصاً برنامج ديوانية كبار السن وما يحويه من فعالية كبيرة لأهم شريحة في المجتمع عايشت الماضي والحاضر في ظل ظروف ونقلة حياتية متغيرة من سابق الزمن الى حاضر زمننا هذا تتطلب من الجهات المعنية بوزارة الشئون الإجتماعية الإهتمام بهذي الشريحة الغالية في مجتمعنا ودعمهم بأهم ما يحتاجونه من برامج وثقافة تعمل على تلبية حاجاتهم بعد تقاعدهم أو بعد فترة عاشوها من الزمن الماضي وأدخلتهم في زمن مغاير مع جيل جديد يختلف في تصرفاته عن تصرفاتهم وزمن مختلف عن زمنهم المجيد , ليكن بهذا الأمر إختلاف وتباعد في التعامل والترابط بين أطيافهم .
ولكن كان للجنة التنمية الإجتماعية الأهلية بطريب الدور البارز والمأمول في إعادة بسمة الحياة الجميلة لشفاه وصدور كبار السن في طريب فبدأت بفكرة إنشاء ديوانية لكبار السن والمتقاعدين عن العمل بعد سنين من التميز في خدمة هذا الوطن المعطاء , حيث احتوت وقت فراغهم في جلسات صباحية ومسائية يجتمع فيها جميع كبار السن يتناقلون بينهم أحاديث الحياة ويطلعون على أهم برامج تلك الديوانية والذي كان من ضمنها ( رحلة سياحية ) لاحدى منتزهات المنطقة .
فقد كانت البادرة عمل دراسة وإستبانه تعبا من قبل كبار السن توضح مدى رغبتهم في هذي الرحلة لتلقى بذلك صدى إيجابي من كبار السن بالديوانية فرحين بذلك , لتنطلق بعد ذلك أفكار رجال أوفياء على رأسهم سعادة الاستاذ / ناصر بن جبران آل ناجع في تهيئة ما تتطلبه هذه الرحلة في عزيمة صادقة يرافقها صدق الضمير في السعي وراء ما يحلو للمنطقة وللمستفيدين من هذه اللجنة من تقديم للبرامج التي من ضمنها هذا البرنامج مع كبار السن،لتنطلق رحلة الأمل بعد ذلك .
فمن بين صحراء وجبل بشرق عسير وبالتحديد من محافظة طريب أنطلقت رحلة كبار السن السامية ترافقهم كمراء صحيفة “طريب” عبر خطوط رابطة بين مدن ومحافظات منطقة عسير بالتحديد لتحمل فوقها أغلا رجال قدموا لهذا الوطن أغلى ما يملكون من أعمارهم في شباب مضى من حياتهم عاشوا به في أمجاد ماضي جميل عاشوه , ولتصل بهم هذه الطرق الى شواطيء منطقة عسير في رفقة رجل الانسانية بمحافظة طريب ناصر بن جبران لتستقبلهم روحه الطيبة في شاطيء ساحل الحريضة في إبتسامة راقية كما هي أطباعه المعهودة منه .

لتتابع كاميرا “طريب” نظرات هؤلاء الضيوف والسياح ( كبار السن ) في تعليقات راقيه بينهم يصحبها الإبتسامة والمرح الجميل منهم يتجاذبون أطراف الحديث بينهم معبرين عن مشاعرهم التي عجزت عن الشكر لمن منحهم من وقته وقدم لهم أغلى مكتسبات الحياة من إجتماع مع قرنائهم الذين تباعدت بهم الخطى فمنهم من قد رحل الى دار الآخرة وبقي من بقي عائشاً في أمواج الزمن , لتطالع كاميرتنا بعض مشاعرهم اثناء تبادل أطراف الحديث وترصد دموع وعبرات بعضهم الذي قال نحن جيل تغيرت علينا أطوار الحياة فقدنا أحبتنا تباعدنا ولم يكن لدينا الحلم بأننا سنجتمع سوياً مثل هذه الليلة الجميلة مع بعضنا البعض فالحلم قد يصبح حقيقة ولكن حلمنا أننا سنجتمع كان صعباً ولكن كان لأخينا وإبننا البار رئيس اللجنة الجميل فينا فقد حقق لنا هذي الجمعة المباركة بأقراننا وفي هذا المكان الجميل الذي نتمنى أن يطول بنا الوقت فيه لنتذكر أمجاد حياتنا مع بعضنا، ليحلو السمر في الليلة الأولى من وصولنا لمقر ضيافتنا على شاطيء الحريضة.

بعد ذلك انطلقت بنا قافلتنا إلى السكن والنوم لنتفاجأ جميعاً وتنشد أنظارنا على قمة التميز الذي يحظى به قائد رحلتنا في إستقبال آخر بالجميع وللضيوف خاصةً من تسليمه لكل مجموعة منهم مفاتيح أرقى وأجمل شاليهات السكن الذي سيحوي ضيوفه بالسكن الفاخر والمسابح الرائعة لنتابع بكاميرتنا أنظار هؤلاء الضيوف الذين أنبهروا وإنبسطوا من واقع الشيء الذي وجدوه ووجدناه معهم .

لتنبسط نجوم الليل الأخير فوق شواطئ عسير تراقبها أعين المنتظرين لإشراقة اليوم الثاني من رحلة الضوف الكرام ، فبعد صلاة الفجر مباشرة يبدأ الضيوف مع مضيفهم في تجهيز قافلتهم ليعودا الى خيمتهم الشامخة على الشاطيء ومقر ضيافتهم .
فمع خطوط الشمس الأولى التي بثت أشعتها الهادئة على الشاطئ الجميل لترحب بأغلى ضيوف قدموا من شرق منطقة عسير لتمنحهم الدفء الجميل ليبدأ الحوار والتناغم الجميل بين أصوات البهجة التي علت محياهم كلاً ينفس عما حملته أيام شبابهم وأيام عمارهم السابقة والتي تحمل في طياتها أجمل الذكريات الرائعة , ليكن للشيخ والراوي القدير سعيد بن مقبل آل عادي أجمل القصص الرائعة التي حدث بها مسامع الجميع لتحاكي امجاد الماضي الجميل والحاضر التليد متبادلاً مع أقرانه في هذه الرحلة أجمل صور التناغم والحوار الصريح ليوثق هذي الرحلة في ذاكرته ضمن رواياته المحفوظة في سجلاته الذهبية .

ليتحرك الموج والساحل في تدفقاته الهادئة بدعوة منه أن يلامس أجسادهم الطيبة في أجمل تحرك منهم جميعاً ليمارسوا فن السباحة الممتع مع قائد رحلتهم الاستاذ ناصر آل ناجع .

وتتواصل فترات النهار الجميلة في أفضل أيام الأسبوع يوم الجمعة الموافق 14 / 4 / 1435هـ متجهين لبيت من بيوت الله لأداء صلاة الجمعة .
ويعود الجميع لظلال الخيمة الشامخة ونسمات البحر العليلة يواصلون أحاديثهم وأجمل وأعذب أصوات الغناء القديم في إبتسامات وتعليقات فيها من الفكاهة والكلام الوفي لمن هيأ لهم هذه الرحلة.

ولتعود الشمس الشارقة للرحيل في خطوط تلامس سطح البحر وشواطئه راسمةً لهم حروف من الوداع لليوم الثاني من رحلتهم ليأخذ كل شخص منهم نظراته المعبرة مع غروب الشمس مودعين يومهم ذلك بالتسبيح والتكبير والدعاء في آخر ساعة من ساعات يوم الجمعة.
ليحلو السمر والليل البهيج في أحاديث متنوعة وتوجيهات من قائدهم حول أفكار هذي الرحلة وما تهدف اليه ويعود الجميع للسكن وللراحة.

وتشرق شمس يومهم الثالث كيوم أمسهم لتطالع معهم أمواج البحر الهادئة ولكن كان ذلك عكس مسيرتها فقد عزم الضيوف على الرحيل ليتركوا للشمس وللموج آثار وجودهم بعد أيام من الاجتماع الرائع ليوادعوا المكان وصاحب المكان بعبرات من الدموع التي حلقت في أعين الجميع معبرةً عن أشجان من الوداع.
ليعودا عبر طرق عسير الساحلية وعقبات تهامة الرونقية لتلامس أيديهم الوفية سحب أبها البهية وشعاب وسفوح جبال تهامة الشاهقة في عودة حميدة لسهول وجبال طريب الوفية بحمد من الله وسلامة لديارهم سالمين غانمين .

ولقد كان لهذه الرحلة ضيوف شرف أعزاء من أبناء طريب الأوفياء حضروا ليشدوا الهمة ويدعموا بالفكر والرأي لمنسقي هذه الرحلة وهم كلاً من الاستاذ / عبيد سعيد بن كدم والاستاذ/ حمدان بن حسين آل حمدان ونائب مدير تحرير صحيفة طريب الاستاذ/ ماجد بن محمد الجبيلي.

ولقد إلتقت “طريب” بعدد من كبار السن وهم سعيد بن مقبل وسعد بن سالم وفهد بن علي وذعار بن علي وعدد آخر منهم والذين عبروا بحديث واحد عن شكرهم وتقديرهم لمن هيأ لهم هذه الرحلة وساعدهم على هذا الإجتماع معربين عن سرورهم الجم عما وجدوه من خدمات في السكن والنزهة والمواصلات والأكل والشرب مبدين طلبهم ودعوتهم لرجال الأعمال ولمن كان لديه القدرة على دعم ما يخصهم من مناشط تخدمهم مثل إيجاد حافلة ( باص) لرحلتهم القادمة من العام المقبل إن شاء الله لبيت الله الحرام والمسجد النبوي بالمدينة المنورة وإيجاد سكن لهم بتلك الأماكن المقدسة وكل هذا لن يتم الا بدعم من رجال وأبناء طريب البارين لأبائهم الأوفياء .

وفي ختام الرحلة أوضح رئيس لجنة التنمية الاجتماعية الاهلية الاستاذ/ ناصر بن جبران آل ناجع أن هذه الخطوة تأتي ضمن أدوار اللجنة الاجتماعية من أجل غرس العديد من القيم الاسلامية الجميلة وفي مقدمتها الوفاء والتقدير مشيراً الى أن هذه الرحلة السياحية حققت أهدافها لهذه الفئة الغالية علينا ، مؤكداً أنه من الصعب أن تجمع هذا العدد من كبار السن في وقت ومكان محدد إلا أن السر وراء قبول الدعوة من الجميع هو فرحتهم وتشجيعهم بهذه البادرة التي تجمعهم بأرقرانهم. داعيا رجال الأعمال إلى دعم مناشط وخدمات كبار السن الذين لهم حق علينا برسم الابتسامة على محياهم.

[/JUSTIFY]