لسبب مازال العلماء لا يعرفونه، فإن تخفيض كمية الملح التي يتناولها الإنسان في وجباته اليومية، بمثابة حل سحري للتخلص من آلام الرأس والصداع.
فبحسب الدراسة الجديدة التي أعدها فريق من الباحثين من جامعة “جون هوبكنز” الأمريكية، يساعد تقليل كمية الملح في الطعام إلى مستويات طبيعية على الوقاية من الصداع عند حوالي ثلث الأشخاص.
وقالت الدراسة التي شملت 400 مشترك، أن تخفيض كمية الملح في الطعام اليومي إلى 3 غرامات، كافٍ جداً للقضاء على الصداع عند حوالي ثلث المشتركين الذين تمت متابعتهم خلال شهور طويلة تم خلالها تعديل كمية الملح في وجباتهم اليومية على مراحل.
ويسود اعتقاد بين الباحثين أن تقليل كمية الملح يخفض من ضغط الدم، وهو ما قد يسهم في القضاء على الصداع وآلام الرأس، إلا أن نتائج الدراسة وجدت أن تقليل الملح يقضي على الصداع حتى عند الأشخاص ذوي الضغط الطبيعي، وهو ما يعني أن هناك آلية أخرى لا يعرفها العلماء يتسبب فيها الملح بالإصابة بالصداع.
وتظهر إحصاءات سابقة أن سكان آسيا الوسطى هم الأكثر استهلاكاً للملح في العالم، في حين ينخفض الاستهلاك إلى مستوياته الدنيا في إفريقيا، إلا أن زيادة استهلاك الملح ترتبط أيضاً بالوجبات السريعة والنمط الغربي في الطعام، بحيث إن معدل استهلاك الفرد للملح في أوروبا وأمريكا بتجاوز ضعف التوصيات العالمية، وهو ما يتسبب بشيوع الوفيات بفعل الأمراض القلبية والوعائية وارتفاع ضغط الدم.
يشار هنا إلى أن دراسة سابقة نشرت في سبتمبر الماضي، أشارت إلى أن السكر قد يكون أخطر على ضغط الدم ويساهم في رفع مستوياته أكثر من الملح.
وكشفت الدراسة -التي أشرف عليها باحثون من جامعة نيويورك وجامعة كنساس وشملت 8760 شخصًا بالغًا- أن السكر يتسبب في ارتفاع ضغط الدم أكثر من الملح، بينما لا توجد أي علاقة بين تناول الملح والإصابة بارتفاع ضغط الدم.
وفسر الباحثون ذلك، مشيرين إلى أن مستويات السكر العالية تؤثر على إحدى المناطق الحيوية بالمخ، وتتسبب في تسريع ضربات القلب، ورفع الضغط الدموي.
وكان الاعتقاد السائد بين ملايين البشر على مدار العقود الماضية هو دور الملح في رفع ضغط الدم، وصدرت توصيات لا حصر لها بضرورة الحد من تناول الأطعمة الغنية بالملح، وخاصة أنها ترفع فرص الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 25%، وتتسبب في وفاة 3 ملايين شخص سنويًا.