أعاد الكشافين مبارك منصور البلوشي , ومزهور عبيد آل وحيد من محافظ الأفلاج ، البسمة لحاج هندي يدعى ” محمد أمين ” تجاوز العقد السابع من عمره ، بعد أن وجداه وهما يمران مشياً بالصدفة في مشعر منى يبكي ، ويرتجف خوفاً ، ليقفا ويهديان من روعه ويكفكفان دموعه ، ومن حسن الحظ ان وجداه يتكلم اللغة العربية وان كانت مكسره ، ففهما منه انه خرج من مخيمه قاصداً صلاة المغرب في مسجد الخيف ، وفجأة وجد نفسه في طريق يؤدي به بعيداً حتى لم يعد يرى المسجد الذي كان يراه حينما خرج ، فتعبت قدماه وجلس ينتظر الفرج ، لايقدر ان يعرف الطريق الى مخيمه ولا الى المسجد.
يقول الكشاف مبارك البلوشي : حاولنا أن نأخذه معنا ماشياً الى مركز الارشاد فوجدناه لايقوى على المشي ، فتركت صاحبي عنده ، وذهبت الى احد مخيمات الطوافة ، واستأذنتهم في عربة لننقله عليها ، وذهبنا به ندفعه الى احد مراكز الارشاد ، فتحصلنا على عنوان سكنه من خلال المعلومات المدونة على اسوارته ، وطابقناها على ماهو موجود في الدليل الارشادي الذي تصدره جمعية الكشافة العربية السعودية ، ومن ثم أوصلناه الى مقر سكنه ، رغم ان مهمتنا المكلفين بها ليست ارشاد الحجاج التائهين ، فنحن من المساهمين مع امانة العاصمة المقدسة ، ولكننا وزملائنا جميعاً قد خضعنا عندما قدمنا للمشاعر المقدسة الى برنامج مكثف في المسح تعرفنا من خلاله على جميع قطع وطرق المشاعر .
ويصف الكشاف مزهور آل وحيد مشاعر الحاج عندما شاهد مخيمه انها امتزجت بين الكبرياء من انه لايريد زملائه واسرته ان يعرفوا انه تائه ، وبين فرحة باللقاء بهم ، وان كان قد ختم ذلك بدعوات غير مفهومة الا من رفع يديه الى السماء .