قام وفد خليجي يمثلون جمعيات الهلال الأحمر في السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين بزيارة ودية لمقر المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر وذلك على هامش حضورهم لاجتماعات كبار المسئولين في جمعيات الهلال الأحمر الخليجية الذي عقدته الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي في الرياض مؤخراً .
وكان في استقبال الوفد الأمين العام للمنظمة الدكتور صالح بن حمد السحيباني وزملاؤه مديري الإدارات والعاملين بالمنظمة ، مثمناً في لقائه الجهود الإغاثية والمساعدات السخية التي تقدمها الجمعيات الخليجية والتي تسير وفق دعم حكومي كبير وتبرع شعبي ، وتشهد عملاً كبيراً لخدمة اللاجئين والمحتاجين في المناطق المحتاجة ، داعياً بدوره إلى مواصلة التنسيق الفاعل مع الجمعيات العربية الوطنية إما عن طريق الأمانة العامة للمنظمة أو مباشرة مع الجمعية الوطنية المعنية ، حرصاً على تنسيق الجهود في هذا الميدان الإنساني النبيل الذي يحتاج إلى تكاتف كل الجهود والتعاون والتعاضد لخدمة المنكوبين والمحتاجين في وطننا العربي على وجه الخصوص ، وأكد أن الوعي الذي وصلت إليه مكونات المنظمة من جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية الوطنية ساهم في التميز بتقديم نماذج رائدة من العمل الإنساني القائم على الخبرة وسرعة الاستجابة ، مشيداً بصفة خاصة بصمود الجمعيات الوطنية التي تعمل بكل نشاط وهمة في مناطق الصراع رغم المخاطر .
ولفت “السحيباني” إلى أن هناك بعض الجمعيات الوطنية العربية التي تحتاج إلى دعم أعمالها الإغاثية ومساعدتها والوقوف معها لمواجهة ضغوط اللجوء والهجرة والنزوح والتهجير القسري ، فيما تحتاج جمعيات أخرى ناشئة ومنها جمعيات الهلال الأحمر في (الصومال وجيبوتي وجزر القمر ) حراكاً كبيراً لإعادة بناء قدراتها ، والاهتمام بتأهيل العاملين فيها بما يتناسب مع المستجدات الحالية والتطورات المتسارعة ليكون لديها جهوزية تامة لأي كارثة لا سمح الله .
ونوه “السحيباني” بأهمية هذه الزيارة التي استعرض الوفد من خلالها الحراك الذي تقدمه منظمتهم لدعم عملية جودة العمل الإغاثي في الوقت الذي تعيش المنطقة ظروفا استثنائية تتطلب توحيد الجهود الإنسانية وتضافرها بما يسهم في وضع تصورات واقعية تمكن الجمعيات الوطنية والخليجية على حد سواء من تضافر جهودها لمواجهة التحديات الراهنة .
وقد استعرض وفد الزيارة توجهات المنظمة الإستراتيجية ، إلى جانب أبرز الأحداث والأنشطة والأعمال التي قامت بها الأمانة العامة للمنظمة خلال الفترة الوجيزة الماضية والتي تنبئ عن حراك إنساني ملموس ، مطلعين أيضاً على جهود المنظمة في التعريف بالدور الإنساني لمكوناتها ، وزياراتها الأخيرة لعدد من مخيمات اللاجئين في مناطق الصراع ، وكذلك إطلاعها على الأضرار التي خلفتها فيضانات السودان مؤخراً . بالإضافة إلى خطط الاستجابة التي تقدمها ، وبحث المواضيع المتعلقة بالعمل الاغاثي والعمل الذي يتم على ارض الواقع من الجمعيات الوطنية العربية.
وشهدت الزيارة التزاما بدعم المنظمة ضمن نشاطها الإنساني على مستوى الدول العربية والتنسيق مع الجمعيات العربية ، فيما أكد أمناء الجمعيات الوطنية الخليجية أن العديد من القضايا الإغاثية هي محل الاهتمام فيما بينهم لدعم مجالها الإغاثي إلى جانب توحيد مواقفها مع المنظمات الإقليمية والدولية وتطوير آليات العمل الإنساني على الساحة الدولية.
وأشاد الوفد في ذات السياق ، بالجهود التنسيقية التي تقودها المنظمة لدعم العمل الإنساني والإغاثي وإطلاق النداءات الإنسانية الفاعلة لتلبية متطلبات النازحين واللاجئين من حيث الاحتياجات الإنسانية، والمساعدات الغذائية والأدوية والجانب التعليمي، وأبعاد الأزمة الإنسانية التي تعانيها مناطق الصراع . مؤكداً على أهمية الجهود المبذولة من العاملين الذين يؤدون دوراً إنسانياً هاماً لخدمة شريحة كبيرة من إخواننا المنكوبين ، وأجمعوا على أن هذا التنسيق يعد مسئولية كبرى للعمل بروح الفريق الواحد والتكامل وصولاً للهدف المنشود من ذلك .
وفي ختام اللقاء ، شارك الضيوف أمين عام المنظمة زراعة “شجرة الزيتون” رمز الثبات والصمود للعاملين في المجال الإنساني والإغاثي ، ووفاء للمصابين ومن ذهبت أرواحهم من العاملين بجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر.